فرحة ونور في " سبت النور "

 

مدحت بشاي يكتب:

في يوم السبت يحتفل المسيحيون بيوم روحي مُبهج ومُؤنس ومُوحي لهم بالاغتباط بقيامة السيد المسيح ، فهو اليوم الذي تدحرج فيه الحجر عن قبره ليخرج النور الباهر يغشي عيون حراس القبر..
والرائع ، أنه فى يوم سبت النور ( السبت الذى يسبق مباشرة عيد القيامة ) يخرج نور عظيم من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة بأورشاليم ، يتابع الملايين في كل الدنيا هذا النور يضئ شموع زوار الكنيسة، يُضيئها بشكل رائع جدير بالمشاهدة ، وعليه يأتي المسيحيون من كل قارات الدنيا ، ليعيشوا أحداث أسبوع الآلام ، ليروا دراما أحداثه التي عرفوها وحفظوها منذ نعومة أظفارهم مكتوبة في كتابهم المقدس ، ولينالوا بركة معايشة وتذكر آلام فاديهم السيد المسيح وصولاً لمشهد سبت النور والفرح وانطلاق النور من قبر السيد المسيح
تقول آيات الكتاب المقدس عن بعض أحداث " سبت النور" ذلك اليوم العظيم الذي نحتفل به اليوم " فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم السبت كان عظيمًا لديهم ، سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويرفعوا." وكان هذا السبت عظيمًا لأنه يوم الفصح. ولكنه صار عظيمًا إذ دخل السيد المسيح فيه إلى راحته. و تذكر لنا المراجع التاريخية التى رصدت لأحداث ذلك اليوم " كان الرومان إمعانًا في التشهير بالمجرمين يصلبون المصلوب عاريًا تمامًا ولكن اليهود منعوا ذلك فكانوا يسترون المصلوب وحرّموا صلب المصلوب عاريًا تمامًا. وكان الرومان يتركون الجثة على الصليب لأيام حتى تفتك بها الطيور عبرة لكل مجرم ولزيادة هيبة القانون. ولكن الناموس اليهودي يمنع ذلك ( تث23:21). ولذلك ذهب اليهود لبيلاطس يطالبون بكسر سيقان الكل حتى لا تبقى الأجساد على الصلبان، فهم يبحثون هنا عن تتميم حرفية الناموس خصوصًا أن هذا السبت كان يوم الفصح ، وكان سبت فلا يصح أن تترك في نظرهم الأجساد على الصلبان. ولكن غالبًا كان هذا مزيد من التشفي في المسيح ولضمان موته.
حول تأثير الأحداث الدرامية لأسبوع الآلام الخالدة والموحية ، نتذكر كيف استعان شاعرنا المصري الوطني الراحل عبد الرحمن الأبنودي بتفاصيل تلك الأحداث ، وكتب أغنية " المسيح " التي غناها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في قاعة" "" البرت هول " في مدينة لندن أمام أكثر من 8 آلاف متفرج بعد حرب 1967 ،وتبرع بأجره لصالح المجهود الحربي... ولحن الأغنية المبدع الراحل " بليغ حمدي " ووزع موسيقاهها الموسيقار المبدع علي اسماعيل .. ومن بعض كلماتها الرائعة ..
ياكلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها
وفتحي عيون البشر للي حصل علي ارضها
علي ارضها طبع المسيح قدمه
علي ارضها نزف المسيح ألمه
في القدس في طريق الآلام..وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس
في الخلا صبح الوجود إنجيل
تفضل تضيع فيك الحقوق لامتي ياطريق الآلام
وينطفي النور في الضمير وتنطفي نجوم السلام
ولامتي فيك يمشي جريح..ولامتي فيك يفضل يصيح
مسيح ورا مسيح ورا مسيح علي أرضها
تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب
دلوقت ياقدس ابنك زي المسيح غريب غريب
تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب
خانوه... خانوه نفس اليهود
ابنك ياقدس زي المسيح لازم يعود..علي أرضها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق