لَا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
هذا حال المهندس مصطفى مدبولى، لا خيل ولا مال ولا حتى يسعد بالنطق الحال، حسنًا يقرر إجازة يوم الأحد ليصطنع إجازة طويلة متصلة (خمسة أيام) بديلًا عن الحظر المؤقت، قرار محترم فى ظل مؤشرات تفشى الوباء.
إجازة الأحد المقبل تحديدًا لها وقع خاص عند إخوتنا، بمناسبة عيد القيامة المجيد، فرصة وسنحت لمجاملة إخوة الوطن، لكن رئيس الحكومة قرر الإجازة وضنَّ بالهدية، وبدلًا من أن يهديها ملفوفة فى ورق سوليفان ملون بمناسبة عيد القيامة، يقررها لأسباب أخرى!!
عجبًا، وفق قرار مدبولى، الأحد المقبل إجازة بمناسبة «عيد التكدس»، تذكروا هذا التاريخ جيدًا، (٢ مايو)، اليوم التالى لعيد العمال وأنت جاى من عيد تحرير سيناء وقبل ما تدخل على عيد شم النسيم، وأنت طالع على إجازة الجمعة والسبت قبيل إجازة عيد الفطر المبارك على طول طوالى.
يسمونه فى الدواوين الحكومية «عيد التكدس»، وفى البرديات عيد استعراض التكاديس فى التكاتك فى مواقف الميكروباص تحت كوبرى السيدة عيشة قبل الإزالة المقررة.
عيد معتبر عند عامة المصريين وخواصهم بتوع الكمبوندات، ومن مظاهره خروج العائلات المحترمات إلى المولات وحديقة الفسطاط وحديقة الحيوان وشاطىء النيل عند ماسبيرو والسواحل القريبة فى جمصة ورأس البر قبل الجفاف، وإذا تصادف عيد التكدس مع صيام رمضان يخرج المصريون زرافات مع دخول المغربية إلى الكبابجية ويكملون ليل العيد حتى أذان الفجر سحورًا فى مطاعم الفول والطعمية.
عيد التكدس من الأعياد المستحدثة، قررتها حكومة مدبولى السادس عشر تحت وطأة الجائحة، وقطعًا للألسنة التى طالت تطالب بإجازة بمناسبة عيد القيامة المجيد على غرار عيد الميلاد السعيد.
لا أقوى على السخرية المُرة فى ظرف الصيام، ولكن القافية تحكم، وذكر على سبيل الذكرى والتذكر والتفكر، على فكرة يا باشمهندس، يوم الأحد عيد القيامة مش عيد التكدس، مش قادر تقررها فى قرار قلها، قولها للطير.. للشجر.. للناس.. لكل الدنيا.. قول.. قول.. قول الحب (المحبة) نعمة مش خطية.
عجيب أمركم، إجازة وتقررت وتؤجرون عليها، متشكرين، بالمرة، بجميلة، جامل إخواتك، قلها ولا تخف، ليه دايمًا الحلو فى بلدنا الحلوة مبيكملشى، عيد الميلاد إجازة، يبقى عيد القيامة إجازة، طالما عيد يبقى إجازة، ولو على سبيل المحبة.
فعلًا فارق معانا قوى الرئيس السيسى، يبنى ويعمر مساجد وكنائس ومزارع ومصانع بطول وعرض البلاد، ويزور البطريركية فى عيد الميلاد، ويهنئ إخوته خارج الحدود بعيد القيامة «يسعدنى أن أبعث إليكم أصدق التهانى القلبية بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد».
أتمنى على رئيس الحكومة أن يراجع نص البرقية الرئاسية ويتعمق فى المعنى الكامن فى السطور، ويتأسى بالرئيس، إذا استبطنت الرسالة الرئاسية فَبِها ونِعْمَتْ، وسكت الكلام.
منقول" المصرى اليوم"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق