من روما للقاهرة.. مار مرقس بشر قارات العالم وعادت رفاته لمصر في 1968

 


من هو مار مرقس

القديس الذي تظهر في أيقونته 3 علامات مميزة "الأسد واللوح والريش" وإن اختلفت ألوانها وجنسية راسمها، فله قصة مع الأسد، أيضا هو كاتب أقدم وأصغر الأناجيل الأربعة؛ كتب إنجليه في وقت مبكر، ومختصرا، فهو مكون من 16 إصحاحا فقط، ويطلق عليه "إنجيل المعجزات" لأنّه اهتم بسرد وتسجيل معجزات السيد المسيح.

"مطرقة" هكذا يعني اسمه وهو اسم روماني، أما "كاروز الديار المصرية" هو لقبه ويعني المُبشر، أي أول من بشر بالمسيحية، في مصر وذلك عام 60 ميلادي تقريبا، وحسب كتاب "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع أسقف الشمونين، فيقول "لذلك ظهر له الروح القدس وقال له قم أمض إلى مدينة الإسكندرية لتزرع فيها الزرع الجيد الذي هو كلام الله، فقام تلميذ المسيح ونهض وتقوّى بالروح القدس كمثل مقاتل في الحرب، وسلّم على الإخوة وودعهم قائلا: السيد المسيح يسهل طريقي لأمضي إلى الإسكندرية وأبشر فيها بإنجيله المقدس، ثم عاد وقال: يا رب ثبت الإخوة الذين عرفوا اسمك المقدس، وأعود إليهم فرحًا بهم.. فشيّعه الإخوة وتوجه إلى مدينة الإسكندرية".

وُلد "مارمرقس" في مدينة القيروان في ليبيا وهاجرت أسرته إلى فلسطين، وهو يهودي من "سبط لاوي" وأبوه يدعى أرسطوبولس ابن عم أو عمة "القديس بطرس الرسول"، وكان من أسرة ميسورة الحال، وتعلّم اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية؛ فأتقنها جميعا، كما سافر إلى قارات العالم القديم للكرازة بالأنجيل.

الأسد" هو رمز مارمرقس، ويظهر معه في الصور، وحسب موقع "الأنبا تكلا هيمانوت.. تراث الكنيسة القبطة الأرثوذكسية": "إما يرجع إلى أولى معجزاته حينما قتل أسدًا ولبؤة باسم الرب، وإما أنّه يرجع إلى إنجيله الذي يبدأ بصراخ الأسد: (صوت صارخ في البرية)؛ أو لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه؛ على اعتبار أنّه: (الأسد الخارج من سبط يهوذا)".

وفي عام 61 ميلادي تقريبا جاء إلى مصر بعد أن كتب إنجيله في روما، وحين جاء إلى مصر عاش واستقر وأسس المدرسة اللاهوتية في الإسكندرية، وكان يدرس فيها إلى جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى.

استشهد عام 68 ميلادي على يد الوثنيين في الإسكندرية، وفي عام 827 سرق بعض التجار في ميناء البندقية بإيطاليا جسده، وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، وفي عهد البابا كيرلس السادس؛ عادت رفات القديس إلى مصر حيث وضعت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أما رأسه فلا تزال في الإسكندرية حتى اليوم حيث بنيت عليها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

قصة عودة رفاته

في عام 451م حين حدث الانشقاق الخلقيدوني، استولى الروم الملكيون على الكنائس القبطية وأصبح الجسد تحت تصرف الروم الأرثوذكس، وفي عام 829م وقعت كنيسة بوكاليا تحت يد الروم الملكيون وسرق الجسد من الكنيسة إلى البندقية وهكذا انفصلت الرأس من الجسد.

وفي عهد البابا كيرلس بعث إلى البابا بولس السادس بابا روما برسالة يطلب فيها إعادة جزء من جسد مارمرقس الرسول، وقد استجاب بابا روما إلى الطلب، فسافر وفد من الكنيسة القبطية على متن طائرة خاصة إلى روما قدمتها شركة الطيران العربية وحملت الوفد المكون من عشرة من الآباء المطارنة والأساقفة وثمانين أرخنًا من أراخنة الشعب، بحسب موقع تكلا موقع "تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

واحتفل في الفاتيكان بتسليم الجسد لمبعوثي قداسة البابا كيرلس السادس يوم 22 يونيو في قاعة العرش بالفاتيكان. وعادت الطائرة الخاصة المحملة بجسد مار مرقس والبعثة القبطية مساء الاثنين 24 يونيو سنة 1968، وكان قداسة البابا كيرلس في المطار وعدد غفير من الشعب القبطي في استقبال رفات القديس.

طقوس الاحتفال

يصف الذين حضروا هذه المناسبة الخالدة أنّ لحظة وصول الطائرة إلى سماء المطار ظهرت أجسام روحانية تشبه الحمام، وبعد هبوط الطائرة تقدم البابا كيرلس بين ألحان الشمامسة وتسابيحهم وصعد سلم الطائرة، واستلم جسد مار مرقس وحملة في إكرام وسار به إلى سيارة قداسته التي عندما وصلت إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى دقت أجراسها دقات مدوية وأودع الجسد في مقصورة خاصة، وشهد جيران الكنيسة (مسحيين ومسلمين) الذين يقطنون بجانب الكاتدرائية نورا عجيبا في إحدى قباب الكنيسة وظهر حوله أجسام روحانية.

وفي صباح يوم الثلاثاء 25 يونيه 1968م احتفل رسميا بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور عدد كبير من الرؤساء و الآباء المطارنة والأساقفة، والأربعاء 26 يونيو 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وفي نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية.

واعتمد البابا كيرلس أيام (22 يونيو – 15 بؤونه)، (24 يونيو – 17 بؤونه)، (25 يونية – 18 بؤونه)، (26 يونيو - 19 بؤونه) أعياد سنوية مسجلة بسنكسار الكنيسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق