" نياحة الأب الشيخ القمص عازر تواضروس "



 ( بعد أكثر من نصف قرن في الكهنوت )

" نياحة  الأب الشيخ القمص عازر تواضروس "

كاهن كنيسة السيدة العذراء بالناصرية، التابعة لإيبارشية بني مزار والبهنسا، عن عمر تجاوز ٧٩ سنة قضى منها أكثر من ٥٢ سنة في خدمة الكهنوت .

ولد الأب المتنيح يوم ٢ مارس ١٩٤٢ .

وسيم كاهنًا في ٣١ أكتوبر ١٩٦٨ .

ونال رتبة القمصية في ١٨ مايو ١٩٧٦ .

الأب المتنيح أيضًا هو والد :

القمص إبراهيم القمص عازر في بني سويف .

والقس دافيد القمص عازر بكندا. 

ابونا عازر تاوضروس ، كاهن كنيسه العذراء ، قرية الناصرية . ليس كاهنا عاديا او تقليديا .  بل انه ما قدمه هذا الخادم والاب لابناء جيله ولاجيال كثيره ولشعبه بل وللكنيسة كلها لم يستطع ان يقدمه اى كاهن آخر من ابناء جيله . فعلى مدار ٥٥ عاما ، اكثر من نصف قرن ، من بداية خدمته في ١٣ اكتوبر ١٩٦٨ م. قدم ابونا للكنيسة ١٨  كاهن ، يخدمون الرب فى كل انحاء العالم ، امريكا وكندا وافريقيا ومصر . ١٨ كاهن  له بصمه فى حياتهم ، ١٨ كاهن  ارتوا من تعليمه ، وكبروا فى حضنه. 

١٨ كاهن تخرجوا من مدرسته طوال مده خدمته فى الناصريه . 

عام ٦٨ كانت الناصرية قرية بسيطه ، لا مياه ولا نور ولا  حتى تليفون . لم تكن تفتح الكنيسه ابوابها الا يوم الاحد لصلاة القداس ، ثم تغلق ابوابها طوال الاسبوع  . فى وقت لم يكن هناك مصادر للمعرفه متوفره، ولا مراجع متاحه والتعليم قليل وشيح ، لقد كانت كلمه الله عزيزه. 

لياتي هذا الكاهن لا ليصلي القداس ويفتقد الناس وكفى . بل جاء ليصنع نهضه عجيبه فى هذه القرية البسيطه. فتح ابواب الكنائس يوميا لدراسه الانجيل ، جال بين الزروع يعلم ، طرق كل الابواب ليصير للرب شعبا عظيما ومستنيرا .انضم واعتمد المئات الى الكنيسه الارثوذكسية ومنهم خرج عشرات الاباء الكهنه والخدام . لقد صارت البيوت كنائس وارتفعت اصوات التسبيح فى كل شوارع القرية . والثمره يا ابي ، واضحه لا تحتاج الى كلام كثير .  ١٨ كاهنا  من ابناء القرية يحملون اسمك كمعلم لهم. 

ابونا عازر كاهن موهوب ، معلم ، مثقف ، كاريزمي، مؤثر فى كل نفس تقابله . بني كنايس حقيقيه وليس مجرد احجار وهياكل مصنوعه بالايدي . 

لم ينتظر مديحا من احد ولا شكر من بشر ، ولا عطفا من انسان ، ولا استحسان من اى كائن . 

واجه حروب كثيره من الداخل والخارج من القريب والبعيد ، ولكنه كان وضع فى قلبه الا النظر الى وجه الهه .اخد قوته اليومي من استحسان الله . فمن البدايه اختاره  مكانه وسط المحتاجين و المعوزين والمتالمين والمظلومين . 

لا يجيد المهادنه فى الحق ، ولا المسالمة فى الظلم ، واجه الكثير ودافع عن ابناء شعبه وبلدته ووضع حياته من اجلهم . لذلك كان التعب نصيبه والالم سمه خدمته وعنوان   رسالته

 . عزاءًا سمائيًّا لشعب كنيسته ولأسرته المباركة .

لنفسه البارة النياح والراحة، النصيب والميراث مع جميع المقدسين .

فسلاما وهدوء وراحه لروحك ياابي الحبيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق