تبرأ مجلس كنائس مصر اليوم الأربعاء من طائفة تدعى إيبراشية القديس فرنسيس للكنيسة الأسقفية المستقيمة المصلحة، مشددا على أن تلك الكنيسة لا تتبع أي طوائف رسمية فى مصر ولا أية كنائس تابعة لها، وهي الكنائس القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية والروم الأرثوذكس والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية ولكن ما قصة هذه الطائفة التى قرر مجلس كنائس مصر التبرأ منها؟
قصة الطائفة الجديدة التى تبرأ منها مجلس كنائس مصر
مطران هذه الطائفة يدعى الأنبا مينا يلقب نفسه بمطران إيبراشية القديس فرنسيس للكنيسة الأسقفية المصلحة، وهو مسمى لا تعرفه الكنائس المصرية، إذ تتبع كافة الكنائس الأسقفية المطران منير حنا أنيس رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر بينما يظهر اسم الطائفة غريبا وكأنه مشتق من عدة كنائس مختلفة فى الإيمان والعقيدة.
المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية أعلن، إن هذه الطائفة لا تتبعه من قريب ولا من بعيد ومؤسسها كاهن كاثوليكي مشلوح يخدم فى الأعمال الخيرية ومن ثم ليس لدى الكنيسة الأسقفية معلومات كافية عنه ولكنها أرادت التبرؤ منه لأن استخدامه اسم الكنيسة الأسقفية المصلحة يبدو ملتبسا على عامة الشعب من الأقباط مما قد يتسبب فى مشاكل وأزمات خاصة فى قضية جمع التبرعات وخدمة الفقراء التى ينتهجها الأنبا مينا.
أمين مجلس كنائس مصر يكشف: "مينا" كاهن مشلوح جمع القساوسة المطرودين ليؤسس طائفة
أما الأب بوليس جرس أمين مجلس كنائس مصر وهو كاهن كاثوليكي أيضا فقد سرد القصة الكاملة للأنبا مينا، وهو كاهن كاثوليكي كان يخدم فى محافظة المنيا باسم الأب مينا توفيق حتى قرر سينودس الأساقفة أي الهيئة العليا للكنيسة الكاثوليكية، استدعاء هذا الكاهن على خلفية جمع تبرعات بالملايين وتلقي تمويلات أجنبية، إلا أنه رفض الخضوع للتحقيق أو لسلطة الكنيسة رغم استدعائه وتحذيره أكثر من مرة.
فيما يظهر بيان سنودس الأساقفة قرار سينودس الأساقفة للكنيسة القبطية الكاثوليكية الصادر فى ديسمبر 2018 ، بتجريد الأب مينا توفيق من رتبته الكهنوتية ورده إلى اسمه العلماني سامي توفيق أمين قلادة، وإعلان عدم انتمائه للكنيسة الكاثوليكية، ونشر القرار بموقع الكنيسة الرسمي.
ويؤكد بيان سنودس الأساقفة أن الأب مينا توفيق الكاهن بإيبارشية المنيا تقدم باستقالته من الخدمة بإيبراشية المنيا، بتاريخ 21 نوفمبر 2013، كما استقال أيضا من الخدمة داخل أسوار الكنيسة الكاثوليكية تماما فى الـ13 من يناير عام 2016 ثم تقدم بطلب انضمام إلى إحدى الطوائف المسيحية وتم قبول طلبه، مما دفع الكنيسة للتبرؤ منه ومن الجمعيات التي يديرها وهي "جمعية يسوع الكاثوليكية الكتابية"، و"مؤسسة سان مينا للخدمات الإنسانية"، و"جمعية رجاء الشعوب للخدمات الروحية والاجتماعية"، مشيرا إلى أن المؤسسات الأخرى التي يمارس فيها الأب مينا نشاطاته، هي مؤسسات غير تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وتتخذ الإجراءات الكفيلة لنزع صفة الكاثوليكية عنها رسميا.
ويضيف الأب بولس جرس أمين مجلس كنائس مصر: بعد قبول استقالة هذا الكاهن من الكنيسة وشلحه والتبرؤ منه ومن الجمعيات الخيرية التى يديرها، سافر للولايات المتحدة الأمريكية وتزوج "خادمة" بالكنيسة، كانت تنخرط معه فى الخدمة بالجمعيات الخيرية، موضحًا: وقال إن أحد الكنائس الأمريكية رسمته "عينته" مطرانا ثم عاد إلى مصر رغم أن هذا المنصب الكنسى مقتصر على الرهبان ولا يمكن أن يعتليه شخص متزوج.
واستكمل الأب بولس جرس: استطاع "مينا " أن يجمع المشلوحين (المطرودين) أمثاله من كافة الطوائف وبدأ فى إجراءات تأسيس طائفة جديدة، ثم استأجر قاعة ملحقة بكنيسة بوسط البلد قال إنه سيحتفل فيها بعيد ميلاد ثم فوجئنا به يصلى فيها طقس رسامة (تعيين) كهنة جدد من هؤلاء الذين انضموا له وذلك فى شهر يناير الماضى.
ماذا قال الأنبا مينا عن طائفته الجديدة التى تبرأ منها المسيحيون؟
فى اتصال تليفونى مع اليوم السابع، أكد الأنبا مينا إن بيان مجلس كنائس مصر صحيح فهو لا يتبع أي من الطوائف الموجودة فى مصر حاليا ولكنه يكن كل محبة وتقدير للآباء رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر.
فيما يخص عقيدة الكنيسة وهل هى تنتمى للكنائس الكاثوليكية أم الإنجيلية أم الأرثوذكسية؟، قال الأنبا مينا إن كنيسته خليط من كل هؤلاء وهى تتبع طائفة فى أمريكا، فسأله اليوم السابع عن تاريخ هذه الطائفة الأمريكية فأكد إنه لا يتذكر.
وعن قانونية إجراءات تأسيس طائفة جديدة قال "ماشيين فى الورق، ولدينا مقر بشارع جزيرة بدران بشبرا، ونخدم الفقراء والأيتام والأرامل".
وبالعودة للكنيسة الكاثوليكية التى تم شلح "مينا توفيق" منها، أوضح الأب بولس جرس أن هذا المقر المزعوم هو مقر لجمعية خيرية يديرها وليس مقر لكنيسة وهى جمعية تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية تخدم الفقراء والأرامل وذوى الحالات الخاصة.
ماذا تقول الصفحة الرسمية للطائفة الجديدة التي يرأسها "الأنبا مينا"؟
أما الصفحة الرسمية لتلك الكنيسة "إيبراشية القديس فرنسيس للكنيسة الأسقفية المصلحة" على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك فتذكر:
ردا علي بعض الأشخاص الذين يبدو أنهم يجهلون كنيستنا نصدر هذا البيان من أجل توضيح عقيدة الكنيسة الأسقفية المستقيمة أمام كل الشعب المسيحي للحفاظ علي وحدة جسد يسوع المسيح من دون انقسام.
ويشير البيان الرسمى الذى كتبه "مينا توفيق" عن طائفته إنها كنيسة تتبع اتحاد الكنائس الرسولية الآرثوذكسية (OAC)وهي كنيسة استقلت بذاتها وتخدم الرب منذ أكثر من خمسمائة عام، وهى كنيسة لها تسليم أبائي رسولي صحيح ومقر رئاسة الأساقفة للكنيسة المستقيمة بولاية فلوريدا.
ويضيف البيان: وهي كنيسة كاملة بجميع الأسرار المقدسة والدرجات الكهنوتية أي أنها كنيسة سرائرية آبائية مستقيمة وهي تتبع التقويم اليولياني القديم في أعيادها ومناسباتها وهي كنيسة ذات نظام أسقفي، حيث تكون درجة رئيسها هي رئيس أساقفة وهي الدرجة العليا بالكنيسة وهي أيضا كنيسة مستقيمة، حيث حافظت علي تعاليم المسيح له كل المجد، وعلي تعاليم سادتنا الأباء الرسل القديسين وعلي التفسير الأرثوذكسي الصحيح للكتاب المقدس المتمثل في تفاسير الأباء القديسين الأولين.
وتظهر التعريفات التى وضعها "مينا توفيق" لكنيسته إنها كنيسة تقليدية، وفى إيمان الكنائس التقليدية مثل الكنيسة الأرثوذكسية أو الكنيسة الكاثوليكية، لا يحق للمطارنة أو الأساقفة أصحاب الرتب الكنسية العليا الزواج، بل يتم اختيارهم من بين الرهبان.
الأنبا مينا وماكس ميشيل.. أسماء مختلفة وقصة واحدة
تتشابه قصة الأنبا مينا مع قصة "ماكس ميشيل" التى كانت تملأ السمع والأبصار فى التسعينات والألفينات، حيث أعلنت الكنيسة القبطية شلحه وتجريده من الخدمة فشرع فى تأسيس طائفة جديدة بالولايات المتحدة الأمريكية وتزوج ثم عاد إلى مصر عام 2006 بعدما أعلن عن ترقية الأسقف ماكسيموس إلى رتبة رئيس أساقفة بكنيسة القديسة كاترين في سيورد نبراسكا في الولايات المتحدة، ثم أعلن عن تأسيس المجمع المقدس لكنائس القديس إثناسيوس في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق