تصدّر فيتامين ك مؤخراً، عناوين الأخبار في أعقاب نشر دراسة علمية هولندية رصدت وجود علاقة بين النتائج الصحية السيئة لدى مرضى كوفيد-19 وانخفاض مستويات هذا الفيتامين لديهم. فما هو فيتامين (ك) وما الذي يمكننا تعلمه من هذه الملاحظات الجديدة؟
ويُنشّط فيتامين ك البروتين اللازم لعملية تخثر الدم الطبيعي، مما يساعد على التئام الجروح ومنع النزيف المفرط.
ويُحقن العديد من الأطفال حديثي الولادة بهذا الفيتامين لمنع حدوث حالة نادرة وخطيرة من النزيف المفرط، لأن الأطفال يولدون بمستويات منخفضة من فيتامين ك في أجسادهم.
وثمة أدلة تشير إلى أن لفيتامين ك فوائد أخرى بما في ذلك تعزيز صحة العظام والقلب. ولكن هذا يحتاج إلى المزيد من الأبحاث لإثبات ذلك.
ويشير فيتامين ك إلى مجموعة صغيرة من الفيتامينات، والشكلان الرئيسيان فيها هما ك1 "phylloquinone" و ك2 "menaquinones"؛ و كلاهما يتمتعان بوظائف مماثلة، رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الاختلافات بينهما بشكل كامل.
ويُعتقد أنه يمكن امتصاص ك2 بشكل أفضل من ك1، وتخزينه لفترة أطول في الجسم، ولكن بإمكان الجسم تحويل بعض من فيتامين ك1 الذي نتناوله إلى ك2 أيضاً.
ويوجد فيتامين (ك1)، في الغالب، في الخضروات الورقية مثل الكرنب والسبانخ والقنبيط الأخضر "بروكلي" (القرنبيط بالعامية)، وتم تحديده من قبل هيئة الصحة الوطنية البريطانية بوصفه الشكل الرئيسي لفيتامين ك الذي يمكن الحصول عليه من الغذاء.
كما كشفت دراسة عن وجود فيتامين ك2، في بعض الأجبان الهولندية والفرنسية، رغم اختلاف المحتوى بشكل كبير، ويعتمد على نوع الجبن وفترة نضوجه وكمية الدهون فيه والمنطقة الجغرافية التي يتم فيها إنتاج الجبن.
واكُتشف أن الأجبان الغنية بالدهون والأجبان التي استغرقت فترات أطول لنضوجها، تحتوي على مستويات أعلى من ك2 ، إذ تحتوي جميع أنواع أجبان الكوموبير وغاودا وإيدام على كمية جيدة منه.
ويعد فيتامين ك قابلا للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يتم امتصاصه بشكل أفضل عند تناوله مع الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية، كزيت الزيتون والأسماك الزيتية والمكسرات والبذور.
وتقول اختصاصية التغذية، تاي إيبتوي: "إضافة القليل من زيت الزيتون في السَلطة هي طريقة رائعة للمساعدة على امتصاص فيتامين ك".
ويحتاج البالغون إلى 1 ميكروغرام تقريباً من فيتامين ك يومياً لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وقد يفي معظم الناس باحتياجاتهم من الفيتامين من خلال النظام الغذائي، حيث يتوفر فيتامين ك "على نطاق واسع في الطعام الذي نتناوله"، كما تقول إيبيتوي. ولهذا السبب "من النادر أن ينقص هذا الفيتامين لدى البالغين في المملكة المتحدة".
لكنها تستدرك مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يعانون من حالة تضعهم تحت خطر متزايد للمعاناة من نقص هذا الفيتامين، على سبيل المثال لا الحصر، من يعانون من سوء امتصاص الدهون".
ويمكن للجسم تخزين فيتامين ك. وتنصح هيئة الصحة الوطنية البريطانية بتناول مكملات فيتامين ك بعناية وحذر، لأن تناول الكثير منها قد يكون ضارا، على أن تناول نحو 1 ملغ أو أقل منها في اليوم الواحد من المرجح أن لايتسبب في أي ضرر.
ويجب على الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم مثل الوارفارين، عدم تناول مكملات فيتامين ك من دون استشارة الطبيب، كما يجب عليهم الحذر من الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ك، لأنه قد يعطل مفعول العقار الذي يتناولونه.
فيتامين ك ونتائج مرض كوفيد 19
إذاً، ماذا عن الدراسة الهولندية التي أشارت إلى أن مرضى كوفيد 19 الذين يعانون من نقص فيتامين ك قد يعانون من نتائج صحية أكثر خطورة من أولئك الذين لديهم مستويات كافية من الفيتامين نفسه؟
لقد نظرت الدراسة في حالة مستوى فيتامين ك، وهل تلعب العناصر الغذائية الغنية به دوراً في حماية الألياف المرنة في الرئتين، والتي قد يتلفها الفيروس.
وتوضح إيبيتوي أن تدهور الايلاستين (بروتين يعطي للأنسجة الضامة مرونتها) في الرئة قد ينتهي بالأفراد إلى أن "يجدوا صعوبة أكبر في التنفس ويعانوا من أعراض مثل ضيق التنفس".
بيد أن هذا البحث أثار بعض الجدل في أوساط العلماء لأن كوفيد-19 معروف بتسببه في جلطات دموية تحدث جراء الالتهاب، وفيتامين ك يساعد أصلا في عملية تخثر الدم.
وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة تشير إلى أنه قد يكون هناك ارتباط بين المستويات المنخفضة من فيتامين ك والنتائج غير المرضية لدى مرضى كوفيد-19، إلا أن هذه النتائج بُنيت على الملاحظة، و"العلاقة الارتباطية هنا لا تساوي السببية"، بحسب تعبير إيبيتوي.
ويسعى الباحثون للحصول على تمويل لتجربتهم خلاصات بحثهم، لمعرفة ما إذا كانت مكملات فيتامين ك تُحسن من نتائج مرضى كوفيد-19.
إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مهم لدعم جهاز المناعة في الجسم ، وقد يؤدي سوء التغذية إلى تعريضه للخطر. وتنصح سارة ستانر، مديرة العلوم في مؤسسة التغذية البريطانية، بتناول مجموعة كبيرة من الفواكه والخضروات لضمان حصولك على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جهازك المناعي.
وتقول :"كل مادة مغذية مهما كانت الكمية صغيرة، تلعب دوراً مختلفاً في جهاز المناعة. لذا لا تعتمد على نوع واحد فقط".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق