ماران آثا



ماجد سوس يكتب:

المرض، الألم، والموت ما أصعب تلك الحالات التي يجتازها الإنسان . يا لقسوة هذه الأيام ومرارتها، حيث القلق، الخوف، والتوتر يخيم على سكان الأرض . آنين وصراخ يُسمعان من اتجاهات الأرض الأربعة . أحياء يودعون أموت فيودعهم غيرهم . ملاك الموت يحصد من كافة الأعمار وتحولت حياتنا إلى صفحات عزاء ورثاء . كلنا ينتظر التجربة وكيف سيحتملها ويجوز فيها . أيام ظلام على البشرية .
هل نحن في نهاية الأيام أم مبتدأ الأوجاع لست أدري ولكن ما أعيه جيداً، أنني لا أخشى الموت ليس لأني أقوى منه أو مستعد له لكن لأني أعلم أنه من تبنّاني في الحياة لن يتركني في الموت ، من أحبني في الحياة، داس الموت ووطأه، من أدخلني حظيرته هو رئيس الحياة الذي وعدني ووعده صادق حين قال عني وعنك: "انا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها أحد من يدي" (يو 10: 27، 28) . فسنون حياتنا إن قصرت أو زادت فهي محدودة معدودة وحياتنا بعد الموت خالدة أبدية لا نهاية لها فلو قلت لك أعطني خمسون، ستون أو مائة جنيها اليوم لأعطيك جنيه غداً إن وثقت في فهل تقبل، هكذا يعدك الله أن أوقف حياتك أو حياة أحباءك وأعطاك حياة سنونها لا تنتهي فهل تقبل؟.
أما المرض فهو التجربة القاسية في رأيي أن آلامها قد تفوق آلام الموت في بعض الأمراض . وأي مرض في الحياة لا يخرج من ثلاثة حالات إما مرض نتيجة لأخطاء البشرية عامة كتلويث المياه أو سرطنة المأكولات أو التلوث وغيرها من المسببات التي قد لا يكون للمريض دور فيها أو أن يكون المرض قد تسبب فيها نتيجة لخطأ سواء مقصود عن طريق بعض الخطايا أو دون قصد أن يتناول أدوية مثلا أو يمارس عادات سيئة في الحياة تسبب له أمراض أو لا يقوم بتنظيم أكله أو ممارسة بعض التمارين الجسدية أو الحالة الثالثة وهي أن هناك بعض الأمراض الوراثية التي يتوارثها الأبناء من الآباء أو الأجداد أو الأقرباء .
على أن اننا علينا أن نتفق أنه عند الرب يسوع المسيح جميع الأمراض قابلة للشفاء والشفاء يحتاج أن نعي ثلاثة أمور، الأول أن الله يرغب في شفاء الجميع والأمر يتوقف على الإيمان والتسليم والصلاة بقوة مع الشكر. الثاني ، أن يحدد الله مواعيد الشفاء وطرقه ويعطى للمريض يقين الشفاء . الأمر الثالث، هو أن الله في بعض الحالات قد يشفي نفس المريض لا جسده لأجل تنقية المريض ويكون له أن يشفي الجسد أيضاً أو يرى أنه اصبح مستعداٍ لحياة أبدية بلا مرض أو تعب أو آلام والحكيم هو من يستمر في الصلاة مع الشكر حتى يعلن له الله مشيئته وقد رأينا وسمعنا عن أناس حدد الله لهم ميعاد انتقالهم وأعرف شخصان شخصياً سألهما الله هل أشفيكما أم آخذكما معي فقالا نريد أن نكون معك وأحدهما كان شابا لم يتجاوز الثامنة عشر ظهر لخالته الراهبة وقال لها لا تحزنوا علي وحكى له ما دار بينه وبين يسوع.
يسوع دائماً يرسل مع التجربة المنفذ كما فعل مع تلك اللقاحات في جائحة الكورونا الحالية، التي خرجت من معامل مختلفة في العالم في توقيت إعجازي وأنا لست مع القائلين أن الوباء هو عقاب من الله للبشر فالله لا يعاقب بالشر ولكنه قد يسمح بهذا نتيجة لأخطاء الإنسان وعلى الإنسان أن يعرف أن فيروس صغير جدا قد يقضي على حياته في أيام قليلة وهو أمر يتطلب الاستعداد لملاقاة الرب في أي وقت والاستعداد هو رفع القلب أمام الله بتوبة صادقة وشكر وقراءة كلمته والتسبيح بالمزامير وأعلم أنه لا تهلك سفينة ينام المسيح في مؤخرتها.
قد تكون النهاية وقد تكون مبتدأ الأوجاع ولكن شيئاً واحدا علينا أن نعرفه أنه يحبنا إلى المنتهى وهو لن يدعنا نهلك طالما أعيننا متجهة نحوه كما فعل بني إسرائيل في القديم حينما رفع موسى يديه بعلامة الصليب قائلا قفوا وانظروا خلاص الرب . ماران آثا ، الرب قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق