(( شهد عبد السلام ))الجزء السابع،الثامن



 نادى حنا

علمت شهد بكل ما حدث

لم تستطيع ان تخفى فرحة طلاقها من هذا التافه اتصلت بوالدها لتخبره بانها تخلصت من كابوس زواجها من ابن المعلم حسانين كانت والدتها بجوار والدها اثناء الاتصال وفور سماعها بطلاق ابنتها انطلقة زغروده كبيرة مع عبارات الشكر لله استغرب الاستاذ عبد السلام ايه ده هو فيه ام تفرح بطلاق ابنتها ؟ قصت عليه كل ماحدث ومااخبرتها به ابنتها وما راته فى زيارتها لها . جذب الاستاذ عبد السلام التليفون الى فمه ليقول لابنته .الف الف الف مبروك يابنتى انطلقت والدتها اليها لتبقى معها تلك الفترة ذهب الاستاذ عبد السلام ليطمئن على سعيد ابن الاستاذ على جاره وصديقه احس والد شهد بمسؤليته عن كل ماحدث لسعيد ويجب ان يكون بجوار الاستاذ على فى محنته . استطاع سعيد ان يتحرك ويسير بضع خطوات بالبيت ثم يعود الى الفراش مرة اخرى ومرت الايام وبدا سعيد يزاول حياته بصورة شبه طبيعية شهد ماذالت بمنزلها ولم يتعرض لها احد ظنت شهد ان عصابة والد طليقها ستاتى يوما ما لالقاء ما يخصها بالشقة الى الشارع لانها لا تعلم شيئا مماحدث والعقود التى وقع عليها محمود وكان محمود قد اخبر والده بكل شيء فقرر ان يغادر المنطة ويسكن بمنطقة اخرى او محافظة اخرى فقد تم اذلاله بعد ان كان هو صاحب الكلمة بالفعل انتقل محمود ووالدته ووالده الى محافظة القاهرة حيث حيث لا يعلم احد عنه شيء . مجتمع جديد يبدا فيه نشر شروره وفساد اخلاقه من جديد بدات والدة شهد تلميح لزوجها بانها ترغب فى زواج شهد من سعيد حيث كانت تتمنى ذلك منذ زمن والد شهد . قال . ياريت بس بنتك اصبحت مطلقة وسعيد لم يتزوج . ساد صمت فترة ثم طلب والد شهد تغيير الموضوع وترك كل شيء للايام والظروف بدات الدراسة . وعلى سعيد ان يذهب الى الجامعة حتى ينهى دراسته فهو سيكون هذا العام بالسنة الاخيرة والمفاجئة التى لم تكون متوقعة ولم تكن بالحسبان والتى اذهلت الجميع وخاصة شهد ذهب سعيد الى والدة شهد . طرق الباب . فتحت ام شهد الباب . مين سعيد ؟ تعال يابنى حمد لله على سلامتك . اتفضل دخل سعيد مستندا على عصا فهو ماذال يحتاج لشيئا ما يستند عليه اثناء السير شقة غريبة يابنى . حمد لله على سلامتك . الله يسلمك . انتى عارفة انك مثل والدتى والاستاذ عبد السلام مثل والدى . ربنا يخليك ياابنى طول عمرك زوق واخلاق عالية انا عايزك توصلى معى لشهد . خير ياسعيد . اكيد شهد هيسعدها انها تراك وبتسالنى عنك كتير بس هى خايفة تسيب العمارة يستولى عليها حسانين ابو طليقها طيب يله بينا نزورها فيه حاجة مهمة جدا جدا اقولها عليها على الفور نهضت والدة شهد . اشار سعيد لتاكسى . ووصلا الاثنين الى شهد ظهرت فرحة عارمة على وجه شهد . ماذا تقول ؟ ماذا تفعل ؟ افقدتها المفاجاة القدرة على التصرف وتلعثم لسانها استجمعت قواها بعد ان قالت لها والتها . هل ستتركينا على الباب كده ولا ايه ؟ اتفضلوا . انا الفرحة كبيرة على تحملى . كمان سعيد ابن الغاليين عندى بشقتى وبيتى ؟ انا اعمل غدا ولا قهوة ؟ سعيد قال لها . لا هذا ولا ذاك تعالى اتفضلى معانا فيه حاجة مهمة عايز اعرضها عليكى . طيب القهوة لن تستغرق وقت . ماشى بس تعالى بسرعة احضرت شهد القهوة . وضعتها امام سعيد . والتقت عيناهما . افتضح امر حبهما امام والدتها فرحت والدتها بينها وبينا نفسها . وطلبت من الله ان يحقق امنيتها . فكرت شهد ووالدتها بان سعيد سيطلب الزواج منها ولكن كانت المفاجاة غير متوقعة اطلاقا مد سعيد يده بحقيبة صغيرة كان ممسكا بها اخرج بعض الاوراق . اوراق ايه دى ياسعيد ؟ هتعرفى كل شيء الان بس يارب تكون المفاجاة كويسة . اكيد ياسعيد اى شيء تعمله كله جميل لانك انسان بمعنى كلمة انسان مد سعيد يده بالاوراق الى شهد . التقطتها بسرعة لتقرا مابها . معقولة ؟ شكرا شكرا شكر قامت واحتضنت سعيد حضنا كانه احتضان الدهر عاشقين . اقتربا .العيون فى اقرب وقت واقرب مسافة خجل سعيد . واحس بان والدتها تراقب باهتمام واستغراب . ماذا بالاوراق . ما الذى جعل شهد تفقد هدوئها بهذا الشكل ؟ انتبهت ايضا شهد لذلك . طبعت قبله على خد سعيد وانزلت يداها .ايه الاوراق اللى فرحتك كتير ياشهد دى مع انى عارفة سهيد ووالده ووالدته كلهم خير . التفتت الى والدتها . سعيد سحب الاوراق من المدرسة وقدمها للجامعه . ضحكة والدة شهد . علشان كده كنت عايز صور شهد وبطاقة والدها . صحيح الدنيا فيها ناس طيبين كتير من اجلهم لاذالت الدنيا بخير ايه يا ام شهد ده . انتى حسستينى انى عملت حاحة كبيرة . دى حاجة بسيطة ياريت اقدر اقدم اكتر من كده . فين ياشهد .؟ كلية الطب ياماما . شفتى سعيد يستاهل كل خير ازاى . ونظرت شهد الى سعيد وبدات تتاسف وتعتذر عن ما حدث وتتمنى ان يسامحها . بادرها سعيد . احنا اولاد اليوم ياشهد متفكريش فى اللى مضر .لانه اصبح ماضى انا فعلا ربنا بيحبنى لانه خلصنى من كابوس ابن مقاول الهدد وكمان عرفنى عليك ياسعيد . ربنا يحميكى بقى وانتبهى لنفسك . مش كل مرة اقدر اساعدك فيها . ضحك ثلاثتهم . وقال لها خلى بالك لازم تذهبى غدا تدفعى الرسوم وتستخرجى بطاقة التعارف بالجامعة لتتمكنى من الدراسة . وانت طبعا جاى معى ياسعيد . لو محتاجانى معاكى اكيد هانتظر منك تليفون . رجع سعيد الى منزله وكان والده ووالدته يعلمان بما يقوم به . قصت والدة شهد ما حدث اليوم من سعيد فقرر ان يذهب اليهم ليشكرهم فى اليوم التالى ذهب سعيد وشهد وانهوا اجراءات الجامعة واخذا الحوار ياخذ طريقه مرة اخرى ورجعت المياه مرة اخرى لمجاريها بعد ثلاثة ايام بدات الدراسة بالجامعة وبدا كل منهم يلتفت لدروسه مع لقاءات بالصدفة . الى ان انتهى العام الدراسى . حصل سعيد على شهادته الجامعية فى دراسة اللغات وبدا يفكر فى انشاء مشروعة للترجمة الفورية واعطاء دورات للراغبين فى تعلم اللغات الاجنبية . وبالفعل تحقق له مااراد واصبح من المرموقين بالمحافظة وامتلات الدنيا باعلانات شركته تقدمت شهد بدراستها الجامعية لكن ماذال متبقيا عامان للانتهاء هل يمكن ان يتزوج سعيد بشهد خاصة بعد ان تصبح طبيبة ؟ هل سيوافق والد ووالدة سعيد على زواج ابنهم من مطلقة ؟ هل سيوافق والد الدكتورة شهد على زواج ابنته من صاحب شركة الترجمة الاشهر ؟ ماذا عن المنزل الذى تقيم به شهد ؟
لجزء الثامن اصبح سعيد على مشهورا واصبحت شركته ذات مصداقية عالية واصبح مسؤلا عن الترجمة الفورية فى اللقاءات الحساسة والتى تحتاج لمصداقية وامانه فى ترجمة الحوارات والاحاديث واصبح مقربا من دوائر السلطة بحكم عمله مع المسؤلين كانت اللقاءات بينه وبين شهد تبدو وكانها مصادفة وفى الحقيقة لم تكن كذلك فقد كان كل من سعيد وشهد يخطط كل منهم للقاء الاخر ولكن انعقد لسانها عن قول كلام الحب او همس المشاعر النبيلة غير ان اعينهما كانت فى كل مرة تقول كل شيء فكر سعيد فى ان يتخذ خطوة عملية ويذهب الى منزل الاستاذ عبد السلام ليطمئن عليه وعلى زوجته وابنته لانهم كانوا بمثابة اهل وقد اصبحت مشغوليات سعيد كثيرو جدا فانتظر سعيد واعطى والدته الفرصة لتتاكد من وجود شهد بالمنزل كان قد احضر بعض الهدايا ذات القيمة المرتفعة مع اوراق لبعض الاجهزة الطبية التى سوف تحتاجها شهد حين تبدا عملها الخاص كطبيبة مع اوراق خاصة بشقة فى منطقة متميزة بالاسكندرية مع وعد لها بان يقوم بعمل التراخيص الازمة وفرش العيادة بالكامل هدية منه لها فقد بقى اقل من شهر وتنهى شهد سنة الامتياز وتحصل على شهادة كلية الطب كانت شهد ووالدتها ووالدها فى حالة ذهول غير مصدقين مايحدث وتذكرت شهد ذلك اليوم على كورنيش الاسكندرية يوم تركته وانطلقت رغم انها لاحظة الموجودين وهم يسرعون اليه بعد ان سقط على الارض ولم تشفق عليه ولم تضع للحب اى اعتبار بينما كان سعيد يعتقد انها لم تراه ولم تلاحظ المرارة التى ظهرت على وجهه قاطعت شهد فرحة الجميع بكت واخذت دموعها تنهمر بغزارة ايه مالك ياشهد ؟ انا لم اقصد زعلك وكنت فاكر ان الحاجات دى تبسطك مش تزعلك لا ياسعيد .انت انسان محترم . انا اللى حزينه . لماذا ؟ فاكر اليوم الاسود اللى انت وقعت على شاطئ البحر بسبب كلامى ؟ ياشهد . انتى لسه فاكره . اللى فات مات واحنا ولاد اليوم بلاش نبص للخلف دعينا نعيش الحاضر والمستقبل مستفيدين من اخطاء الماضى حتى لا نكررها ويوم زواجك انا متكفل بكل شيء بعد اذن عى عبد السلام طبعا اغتم الاستاذ عبد السلام وكذلك زوجته وابنته وعقدت الصدمة السنتهم فقد اعتقد الجميع بان سعيد سيطلب يدها للزوج ولكن كلام سعيد بدد احلامهم قاطعت شهد صمتهم من هول الصدمة وصرخت صرخت هزت اعماق الجميع وانطلقت الصرخة من كل مشاعرها . سعيد انا بجد اسفة عن كل اللى حصل . انا باحبك ياسعيد وقالتها بصوت عالى تلك العبارة زلزلت كيان سعيد وانخرط الجميع بالبكاء بما فيهم سعيد ووالدته تمالك سعيد انفاسه وقال بصوت يملؤه دفئ المشاعر مع نظرة عميقة فى عينى شهد . وانا بحبك ياشهد ارتمت شهد باحضان سعيد ووضعت راسها على كتفه دون ان تاحظ وجود اخرين معها بالحجرة غاب كلب منهم عن عالمه ودخل كل منهم لاعماق بحر الاحلام خاص ياسعيد سامحنى .تعلمت الدرس . بس كان الدرس قاسى جدا على . انا كمان كانت تجربة قاسية تزوجت شخص اتفه من التفاهة . ومنحل خلقيا هو وكل اسرته . اعتقد الجميع ان سعيد سيطلب يدها بعد هذا الاعتراف . ولكن سعيد استاذن بادب وانصرف والدموع تملا عيناه وصل الى منزل والده لم يرى احدا ولم يفكر بشئ كان كل تفكيره ان يصل الى مكان يجلس فيه منفردا ليبكى وصل الى غرفته بمنزل والده وكانت والدته تسرع خلفه ولم يشعر بها دخلت معه لغرفته لتخفف عنه دخل سعيد فى نوبة بكاء هستيرى مع ترديد بعض الكلمات القاسية . طيب ليه باعتنى . علشان كنت فقير ؟ بتعترف بحبها عندما اصبحت املك المال ؟ حتى الحب اصبح عملة رقمية توجد حيث يوجد المال لو كانت تحبنى فعلا كانت على الاقل سالت عنى عندما كنت بالمستشفى . لم يلاحظ سعيد بان يد والدته على ظهره وهى تبكى بحرارة معلش يابنى المسامح كريم . وهى اعترفت بخطاها . وكمان هى اتذلت وشربت المر وانا شفت ذلها بنفسى . نظر اليها سعيد . امى انتى لم ترى دموعى حين كنت امضى طول الليل ببكاء . لم تلاحظى انكسارى وكاننى سقطت من فوق الجبل او كان جبلا سقط فوق راسى خلاص يابنى . طيب كنت بتعمل كل اللى عملته ده ليه معاها . انا عملت لانى بالفعل احببتها . عملت ده لانى كنت باحس انى مسؤل عنها لان الاستاذ عبد السلام باعتبره مثل والدى ومراته مثلك طيب خلاص اعتبر شهد كانت مثل اختك وغلطت ورجعت وعايزه تصلح اللى انكسر وتعةض اللى فات لا يا امى اللى انكسر صعب يتصلح لان الى انكسر مثل الفخار ليس له تصليح لا يابنى كل شيء ممكن يتصلح .سيب الزمن يصحح الاخطاء . متبقاش قاسى عليها اكتر من الزمن . خلاص ياماما ربنا يعمل الصالح واللى هو شايفه صح . طيب يلا قوم اغسل وجنك زمان والدك جاى وانا اعمل الغدا . وانا اعملك كاس ليمون لكى تهدا .وفكر على رواقة وبهدوء . علشان تاخد القرار الصحيح . دخلت شهد الى احدى الغرف واخذت تبكى بصوت مرتفع . انا استحق كل اللى يحصلى . انا بعت الحب الحقيقى مقابل لاشئ . خسرت كل شيء . حتى الانسات اللى حبنى بصدق انا خسرته . لم يقوى والدها او والدتها على التخفيف عنها لانهم علموا سبب دخول سعيد للمستشفى المرة الاولى يعنى بسببنا كان ممكن يصاب بالشلل .وبسببنا كان ممكن يموت تحت عجلات سيارة ولد تافة هلفوت وبنتنا باعت سعيد من جل اموال ابيه فى المساء اتصلت شهد بسعيد خير ياشهد . سعيد انا بجد اسفه ومن فضلك سامحنى .انا عارفة انى سبب كل المشاكل التى حدثت معك . بس انا اتذليت بما فيه الكفاية . وانا بحبك بصدق . اخذا الحديث بينهما وقتا طويلا هدات النفوس بدات الضحكة تعود بينهما مرة اخرى تعددت اللقاءات بينهما قرر سعيد ان يتقدم لخطبة شهد وكان لابد ان يخبرها اولا بانه يريد ان يتقدم لخطبتها . رحبت وظهرت بعينيها دموع الفرح . تعانقا .ثم وضعت يدها لتمسك بذراعه وانطلقوا للمنزل . تحدث سعيد الى الاستاذ على والده ليخبره بما حدث لم تظهر ملامح الفرح على وجه الاستاذ على . انتظر قليلا . ثم قال كيفما تريد ياسعيد متى تريد ان نذهب اليهم ؟ لما اخد راى ماما واحدد ميعاد طلب بالفعل راى والدته فوافقت بشيء من الفرح ليس كثيرا ولكنها على الاقل لم تبدى امتعاضا اتصل بشهد الو نعم ياحبيبى نريد ان نزوركم انا وابى وامى . كلمى والدك وحددى لنا ميعاد . بجد ياسعيد ؟ بجد ياشهد بس حاولى تحدد ميعاد مع والدك الليلة ياشهد اكيد ياسعيد اغلقلقت التليفون وانطلقت لتحن والدها مرة وتحضن والدتها مرة وهى فى قمة الفرح ماذا حدث لتفعلى ذلك ؟ سعيد وباباة ومامته عايزين ياتوا الليلة لخطبونى لسعيد رد والدها ووالدتها بصوت واحد . صحيح ؟ ده نهار ابيض دعيهم ياتوا . وانا لن اخرج الليلة اتصلت بسعيد خلاص ياسعيد تعالوا الليلة اكيد سناتى وانا فرحان . وانا ايضا فرحانه ذهب سعيد واسرته لمنزل الاستاذ عبد السلام وتمت خطبة شهد على سعيد تمهيدا للزواج هل يمكن ان ينسى الجميع ماحدث فى الماضى ؟ هل سيعلم محمود بزواج شهد وسعيد ؟ واذا علم فهل سيرضى بالمر الواقع ام سيستمر بحماقته ؟ كل هذا متروك ليجيب عليه الزمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق