-إنتهت ختوم الأحصنة الأربعة.تجربت الكنيسة و الأعداء يحاربونها من كيد لكيد.كل عصر بأسلحته و فارسه.يكرهون الكنيسة لسبب مسيحها لكن كل فرسان العدو يفشلون و هى باقية.
- تشوقت النفوس إلى تعزية فعلى الأبواب و العتبتين دم .فى كل بيت شهيد و الأحياء يعانون من تضييق و حصار.لا راحة فى الأرض فصار الحل سماوى.إنفتح الختم فرأت الكنيسة أولادها فى السماء وإطمئنت.إنهم تجاوزا أبواب الجحيم بالدم.دم المسيح و دمهم الذي سكبوه حباً في المسيح.
- لم تكن الرؤيا في هذا الختم ليوحنا الحبيب وحده بل ستكون للبقية التي ستخلص كما بنار1كو3: 11.كل الذين حسبوا ضحايا الختوم الأربعة هم أبطال الختم الخامس حين يُفتح فنجد الشهداء أقرب الأرواح إلى المذبح السمائي الذي هو عرش الله.تجمعوا هناك بإيمان واحد و شهادة واحدة و محبة واحدة و بصوت واحد يخاطبون السيد رب الجنود في عرشه .عصور الإستشهاد ليست خسارة للكنيسة بل ربح.فى1: 21.
- وجود مذبح في السماء وصف جديد لعرش الله.حيث أن مذبح الله علي الأرض يحمل المسيح في سر الفداء هكذا العرش السمائي مذبح يحمل المسيح في سر النصرة مذبح الأرض للسكيب و مذبح العرش الرهيب.مذبح لغفران فى الأرض و مذبح للدينونة في السماء.مذبح لحياة مع المسيح على الارض و مذبح للحياة الأبدية مع المسيح في السماء.إن وجود مذبح فى السماء يوبخ الذين يرفضون المذبح على الأرض.
-نفوس شهداء فرسان الأختام تحت العرش فى نفس الموضع الذى فيه السيرافيم و الشاروبيم.إن هذا التقدم الجسور لأرواح البشر القديسين يطمئننا أن الحركة في السماء ستكون بكل حرية.لا حدود للحب و لا للجرأة والثقة في قدومنا نحو الرب يسوع.أف3: 12.إن هذا التقدم للأرواح كوحدة واحدة نحو الآب يجعلنا منذهلين من هذا القرب و مشتاقين له حين نكون قدام الثالوث وجهاً لوجه أف2: 18. 1يو3: 2,1كو13: 12.
-كلمة الله كانت سر نجاة الشهداء.سر نجاح الكارزين.أصل الشهادة الحية.عماد الحق.صارت فيهم الكلمة مكتوبة بالدم فإنطبعت على أرواحهم.فصاحوا مستخدمين وعود المسيح المخلص.لم يطالبوا الرب بشيء من عندهم بل طلبتهم كانت تكراراً لوعد الرب.كانو يريدون أن يروا عدو المسيح إبليس و قد إنتزع منه سلاحه الكامل الذى عليه إتكل لو11: 22يطلبون أن يروا نصرتهم في المسيح يسوع كما في السماء كذلك على الأرض يو16: 33كو15: 57 بدا للأرضيين أن العالم قد إنتصر لكن الحقيقة أنهم هم الذين إنتصروا ولذلك يطلبون للسيد أن يعلن قدام الخليقة غلبتهم للشرير1يو4:4.يريدون أن يروا سلطانهم على الأمم الذين تجبروا و قتلوهم فتظهر كلمة الله حية و معزية للذين علي الأرض فيتشددوا حتي يلحقوا بالذين سبقوهم رؤ2: 26.لم تكن طلبة الشهداء للإنتقام لأنفسهم فحسب و هذا مقبول فالإنتقام من الشر دور سمائي رو12: 9 .لكنها رؤية تعليمية للكنيسة في زمن سيعز فيه التعليم الصحيح.تخص الكرازة بالدم. كلمة الإنجيل بإيمان حى.
-لكن تبقي كلمات أرواح الشهداء محيرة في لهجتهم.إذ يعاتبون السيد القدوس و الحق على طول أناته.حتي متي لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض.لكن الإجابة تشرح لنا السؤال.فما زال على الأرض ملوك طغاة.ليسوا مثل الفرس الشاحب الرابع لكنهم يقلدونه عن إعجاب.و الشهداء إذ يعرفون أن الكنيسة مهددة يترجون الرب أن يسرع قضاءه عليهم أما المسيح فيطمئنهم قائلاً.سيبق مؤمنين إلى اليوم الأخير.سيبق من يحمل الشهادة بإسمي.سأجلب لكم المزيد من القديسين ليشاركونكم تسابيحكم قدام العرش.لا تخشوا على الكنيسة أنا أنتظر عليها لا للتتعذب بل لكي تنجب المزيد من أولادى.هل تذكرون أنني أمرت الفرس الثالث ألا يضر الزيت و الخمر.الزيت من أجل دهن مولودين جدد.الخمر من أجل إعداد شهداء جدد.سوف يفشل أعداء الكنيسة فإطمئنوا.هنا نفهم أن تعجل الشهداء للإنتقام كان حرصاً على الكنيسة المجاهدة.و نزيد على ذلك أن الإنتقام عمل إلهى نستطيع أن نطلبه ضد خصومنا الشياطين و الهراطقة.
- أعطوا ثياباً بيض كجزء من إجابة الرب على شكواهم.الرب أعطاهم ثوب الملائكة لأن الملائكة تحيط بالكنيسة و تحرسها.إن دور الشهداء لم ينته بشهادتهم.لقد صدر لهم تكليفاً أعظم.أدوار شفاعية.صاروا ملائكة حراس.فالثياب التى أخذوها أهلتهم أن يزاحموا الشاروبيم و السيرافيم تحت العرش.أهلتهم أيضاً أن يدافعوا عن كنيسة الأرض ضد قوى الشر.إن إجابة الرب يسوع تعزية لهم في السماء و لنا على الأرض.لم يحدث إنفصال بين الكنيستين بالموت.فكنيسة السماء تحرس كنيسة الأرض .تهب للطلبة بحرارة من أجلها.تسرع لحمايتها لئلا تعثر بحجر رجل الكنيسة المجاهدة الأرضية.إن الثياب لم تكن لهم وحدهم بل نعمة لنا نحن معهم.لذلك يستريحوا إذ يرون أنفسهم يدافعون عن الكنيسة التي خشيوا عليها.يجدون أنفسهم يخدمونها بأرواحهم كما خدموها بأجساهم فتسترح مشاعرهم و يفرحوا لنا و بنا و معنا.
-الرؤية في هذا الختم مشتركة.الشهداء عند العرش يبصرون حال الكنيسة على الأرض.و الكنيسة المجاهدة تبصر كنيسة السماء و تتشدد فى الإيمان لتلحق بهم.لا إنفصال بين المؤمنين فبعضنا في الأرض و بقيتنا في الفردوس لكن حياة الشركة لا تنقطع بيننا. إن الشهداء هم أفضل من يُعد شهداء مثلهم.يتتلمذ الشهداء علي الشهداء.لذلك ستكون لأرواح أولئك خدمة تلمذة في الضيقة العظيمة.الرب لن يترك نفسه بلا شاهد.و كل شاهد سيتلمذ آخر.تبق كنيسة تلمذوهم و عمدوهم إلى الأبد.لكن التلمذة في الختم الخامس تلمذة شهيد و معمودية الختم الخامس معمودية دم.ما يفرحنا أن السماء ستنفتح على الكنيسة فلا تشعر بأنها متروكة بل كلما إزاد العدو حنقاً ضدها إزداد المؤمنين حباً للمسيح الذي يرونه في سماء مفتوحة كما رآه القديس إستفانوس.فطوبي لمن آمن و شهد للمسيح.أع7: 56.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق