نادى حنا يكتب :
الفصل الأول
الحاج سيد
رجل عصامى بنى نفسه من الصفر إلى أن أصبح رجلاً ثرياً .
إنشغاله بأعماله أنساه حياته الشخصية ، فلم يهتم بالزواج ، حتى داهمه الشيب . أخيراً ، تزوج فتاة ، وأنجب ابنه الوحيد أحمد .
لم يكن أحمد متجمساً للعمل بأعمال والده .
إنخرط فى سلك التعليم ، وإلتحق بعمل حكومى .
أحب صديقة له بالعمل ، وتزوج بها وأنجب ابنه الأول رمزى .
أراد رمزى أن يستغل جده الثرى ، ولكن جده أخبره أن يبحث لنفسه عن مشروع ، وسوف يساهم فيه بالمال ، ويساهم رمزى بالإدارة .
بالفعل فكر رمزى بعمل مطعم بمنطقة راقية ، ويقدم فيه مأكولات راقية وفاخرة .
وبالفعل كان له ما أراد ،
تحمل جده كل التكاليف المادية مقابل نسبة الواحد وخمسون بالمائة من رأس المال .
نشر رمزى إعلاناً ، لإختيار العمال والعاملات .
وبدأ بالفعل إختيار العاملين بالمطعم .
بدأ العمل بمساعدة جده وبدأ المشروع يحقق أرباح كبيرة .
توفت جدته ، فبدأ جده يعتزل الحياة حزنا عليها .
ترك إدارة أعماله لابنه وحفيده ، وأصبح يمضى معظم وقته بالمنزل ، بينما كان يطمئن على أعماله ، وأعمال حفيده من آن لآخر .
ماذا سيفعل رمزى ،؟؟؟؟
هل سيكون العمل سهلاً ؟ ؟؟؟
الفصل الثانى
بدأ المطعم الذى شيده رمزى بأموال جده ، يعمل بكفاءة .
انتشرت أخبار المطعم وجودة الطعام الذى يقدمه ، كل مكان ، والتوافد عليه من ذوى المستويات المرتفعة .
أخذ جده فى الإنزواء خلف الجدران أكثر بعد وفاة زوجته .
فى أحد الأيام ، ذهب رمزى إلى المصرف لتسوية بعض المصالح ، الخاصة بالأموال .
جلس ينتظر دوره ، بجوار فتاة جميلة ، لفتت إنتباهه ، بجمالها ولباقتها ، وحديثها الأنيق المتأدب .
جاء الدور ، ذهب إلى الشباك ، وخلفه الفتاة .
تعمد رمزى ، أن يذكر رصيده من الأموال بالمصرف .
بدأت الفتاو تنظر إليه نظرات ، وكأنها قد أعجبت به ، أو كأنه أصبح له شيئاً ما بقلبها .
لاحظ هو ذلك .
أنتهى من مهمته ، لم ينصرف ، وإنتظر الفتاة .
أنهت الفتاة مهمتها أيضاً ، واستدارت بعينيها ، وكأنها تبحث عن شيئاً مهماً.
اقترب منها قائلاً .
هل تبحثين عن شئ ؟؟
لا .
أشكرك على السؤال .
هل تقبلين أن تتناول كأساً من القهوة معى ؟؟
نعم بكل سرور .
جلست معه ، طلب كأسين من القهوة .
أثناء تواجدها معه ، بدأ الحديث إليها .
ما إسمك ؟؟
سحر .
الله إسم جميل .
ابتسمت قليلاً .
أشكرك ، هذا من زوقك الرفيع .
يا أستاذ رمزى .
كيف عرفتي إسمى ؟؟؟
عندما كنت أقف خلفك بالمصرف .
أنت ذكية بجانب جمالك المبهر .
للمرة الثانية تُخجلنى بزوقك .
إنتهى كل منهم من كأسه وهم بالانصراف .
اتفقا على تكرار اللقاء كلما أمكن ذلك .
بالفعل تكررت اللقاءات وتوطدت العلاقة بينهما .
وجد رمزى بأن حياته لا يمكن أن تستمر بدون سحر .
فى إحدى المقابلات .
تحدث إليها بصراحة ، وأنه يحبها ، ولا يمكنه الحياة بدونها .
هل يمكننى طلب الزواج بك ؟؟؟؟
كانت هى أيضاً ، تنتظر منه ذلك الحديث .
وافقت على الفور .
ورحبت بذلك قائلة .
إنها لا تستطيع الحياة بدونه ولا لحظة واحدة . وصرحت له بحبها الشديد .
تمت الخطبة بحضور والد رمزى ووالدته ، والعاملين بالمطعم ،
كما حضر بعض الأهل والأقارب والأصحاب للفتاة .
لم يحضر الجد ، فمازال لا يريد أن يظهر بالأفراح .
لكنه اكتفى برؤية الصور التى تم التقاطها للفتاة .
بعد الخطوبة سافر والد رمزى إلى عمله ، حيث يعمل بإحدى المقاطعات البعيدة .
فى إحدى مقابلاته مع خطيبته .
دق جرس الهاتف ، إنها فاطمة ، المسؤولة عن العاملين بالمطعم
ماذا بك ؟؟؟
تركت لمياء العمل بالمطعم .
لماذا ؟؟؟
سافرت إلى إحدى دول الخليج مع والدها .
غداً نبحث عن بديل لها .
فى اليوم التالى ، تم وضع ملصق على باب المطعم ، مطلوب فتاة للعمل بالمطعم .
بعد ساعتين تقريباً .
دخلت فتاة حسناء ، يبدو عليها علامات التعب .
ما إسمك ؟؟
سهير .
لماذا يبدو عليكِ التعب هكذا ؟؟
منذ الصباح وأنا أبحث عن عمل .
تم الإختبار التقليدى .
فازت الفتاة بالعمل .
بدأت فى اليوم التالى بتسلم مهامها بالعمل .
استمرت الفتاة بالعمل ، واستمرت مقابلات رمزى وخطيبته .
سهير فتاة طيبة جداً ، وتقوم بعملها بكل نشاط وأمانة .
أصبحت حديث الجميع .
فى أحد الأيام .
التقت فاطمة المسؤولة عن العمال ، مع سحر ، خطيبة صاحب المطعم .
تقاربوا فيما بينهم . يبدو أنه حدث توافق ما بينهما .
أصبحت سحر تذهب إلى المطعم كثيراً ، بحجة أنها تريد التحدث إلى خطيبها .
وكثير من المرات تأتى عندما لا يكون رمزى متواجد .
تجلس بعض الوقت مع فاطمه ، ثم تنصرف مسرعة .
ما الأحاديث التى كانت تدور بين سحر وفاطمة ؟؟؟
الفصل الثالث
تمت خطبة رمزى وسحر ، مع رفض جد رمزى الحضور ، نظراً للحالة النفسية التى يمر بها، بعد وفاة زوجته .
سافر الوالد إلى عمله .
المطعم الذى يملك الجد نسبة واحد وخمسون بالمائة من قيمته ، يعمل جيداً ، وأصبحت شهرته متميزة .
سهير ابدعت فى عملها ، حتى أصبح الرواد يطلبون الطعام الذى تقوم هى بتجهيزه ، دون غيرها .
تعددت اللقاءات بين رمزى وخطيبته ، حتى أصبحت شبه يومية .
وكانت سحر تزور المطعم يومياً ، تجلس بجوار فاطمة ، لبعض الوقت ثم تغادر .
وأحياناً ، كانت تغادر دون أن تقابل رمزى ، صاحب المطعم .
كانت فاطمة تغار كثيرا من سهير .
فى إحدى المقابلات بدأت سحر ، توجه بعض الأسئلة إلى رمزى ، وكأنها تحقق معه .
كم يبلغ رصيدك بالمصرف ؟؟؟
، كم تملك من عقارات ؟؟؟؟
لماذا تعامل العاملات بكل هذا الأدب ؟؟؟؟
ماذا تفعل إذا طلبت منك طرد إحدى العاملات ؟؟؟
كانت سهير تحضر معها كيساً ، فهى لا تتناول وجبة الغذاء التى يعطيها لها المطعم ، بل تضعها داخل الكيس لتاخذها معها إلى البيت .
عقدت فاطمة العزم على خلق بعض المشاكل لسهير . حتى تتمكن من طردها من العمل .
بدات تتهمها بالسرقة ، كما قامت سحر بتصويرها ، وهى تمسك بالكيس أثناء خروجها من المطعم ، بعد انتهاء العمل .
قامت فاطمة وبمساعدة سحر ، بالمشاجرة مع سهير ، كما متهمين إياها بالسرقة .
سهير تريد أن تبكى ، لكنها تحبس دموعها ، دون رد .
وكان كلامها ، أنا لم أسرق شيئاً أبداً ، طوال حياتى ، فكيف أسرق من هنا .
انطلقت سحر إلى رمزى ، بصحبة فاطمة .
بدأت فاطمة بالحديث .
أستاذ رمزى !!!!
نعم !!!
اليوم لابد أن تقوم بطرد تلك الفتاة التى تسرق .
تدخلت سحر فى الحديث .
نعم إنها تسرق !
وقد رأيتها وقمت بتصويرها .
اخرجت التليفون المحمول ، وأظهرت له بعض الصور ،
قام رمزى باستدعاء سهير ،.
سهير ؟
نعم استاذ رمزى .
ما هذا الذى أسمعه وأراه ؟؟؟؟
ماذا سمعت يا استاذ رمزى ؟؟؟؟
سمعت انك تسرقين من المطعم .
بالتأكيد لم أسرق شيئاً ، ولم ولن اسرق طوال حياتى .
ماذا تقولى بعد ان ترين هذه الصور ؟؟؟؟
هذا كيساً ، لكنى لم أسرق شيئاً .
سأذهب إلى ابى بضع أيام .
وسوف تكون فاطمة هى المسؤولة عن المطعم .
ابتسمت سحر إبتسامة صفراء قائلة .
أنا سوف أدير المطعم الذى يملكه زوجى المستقبلي .
ابتسم رمزى ، وافق على أن تكون سحر ، هى مديرة المطعم أثناء غيابه .
ثم نظر إلى سهير وقال .
عند عودتى سوف أعطيك ، باقى أجرك وتنصرفين فوراً .
ولا أريد رؤيتك مرة أخرى .
لم تتمالك دموعها ، خرجت من الباب الخلفي للمطعم ، وجلست بجوار الحائط ، وهى تبكى بمرارة وانكسار .
طلبت سحر ، عندما هم رمزى بالانصراف .
أريد أن أرى جدك ، فأنا لم أراه أبداً .
امسك بيدها وذهبوا معاً إلى الجد .
وضعت يدها بيد الجد ، بعد حديث قصير ، تغير وجه الجد .
أراد أن يستاذنهما ، متمنياً لهما الحياة السعيدة . بينما كان يرى بعض الحزن والقلق بوجه حفيده .
طلب من رمزى ان يزوره فى المساء ، للحديث .
فى المساء ، سأل الجد حفيده .
هل أنت سعيد مع سحر ؟؟؟؟
نعم يا جدى .
لماذا رأيت بعينك بعض الحزن والقلق ، عندما كنت معها ؟؟؟؟؟
قص رمزى الموضوع الذى حدث بالمطعم .
وأن تلك الفتاة التى كان يثق بها ، تصبح سارقة .
قال له الجد .
إذهب أنت ، وأترك هذا الموضوع لى ، وأنا سأقوم بحل تلك المشكلة البسيطة .
شكره رمزى ثم انصرف
ماذا سيفعل الجد ؟؟؟؟؟
ما الحل الذى سوف يقترحه الجد ؟؟؟؟
انتظروا الفصل الرابع من قصة ( النادلة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق