عشق بلا شطان الجزء الخامس والاخير



بقلم // نادى حنا
ودع فينوس وميشيل كل منهما الاخر بعد ان اشهدا الله ان احدهما لن يكون لغير الاخر وتمنيا من الله ان يجمعهما مرة اخرى
طلب ميشيل من فينوس ان تبلغه بميعاد السفر
قالت له سيكون يوم 25 اكتوبر الساعة السادسة صباحا اى بعد خمسة عشر يوما من اليوم
انهت والدة فينوس واخوتها اعمالهم وجهزوا اوراقهم ومما سهل الامور ان والدة فينوس السيدة امال كانت تحمل الجنسية الفرنسية
جهزوا الحقائب استعدادا ليوم السفر
دموع فينوس لم تجف ليلا او نهارا
كانت تتمنى ان تكون رحلتها برفقة حبيبها ولكن الجبروت منعها من تحقيق احلامها
فى يوم 24 اكتوبر انطلق ميشيل الى قطار الوجه البحرى تسابقه افكاره وتسيل دموعه
نزل الى محطة رمسيس واستقل تاكسى الى المطار وظل منتظرا ليرى حبيبته
واخيرا جاءت حبيبته فى الساعة الخامسة صباحا
كان يتوقع ان يرى حبيبته ليودعها ولكن وجد معها اخوتها فلم يستطيع ان يذهب اليها
وقف ميشيل بالقرب منهم دون ان يعرفه اخوتها او والدتها
نظرت اليه فينوس واستاذنت من والدتها للذهاب الى الحمام وذهب ميسيل ولم يلحظ احد شيئا
تقابلا ميشيل وفينوس
ارتمت فينوس على صدر ميشيل وانهمرت دموعهما
لم يستطيعا ان يتحدثا وظل كل منهم ينظر بعينى الاخر فى صمت بينما الدموع تتحدث بصوت عالى
دموعهما تصرخ صرخات مدوية
وانطلق كل منهما الى مصيره ملطخا باحزان لن يمحوها الزمن مهما طال
سافرت فينوس ووضعت صورة لميشيل كان قد اهداها لها وسط حافظة نقودها حتى تتذكره بكل لحظاتها
وايضا ميشيل كان لديه صورة لحبيبته كان قد طلبها منها هدية فى ذكرى ميلاده
التحق فينوس بجامعة السربون لدراسة الادب الفرنسى
وقامت بالتسجيل للحصول على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه
وكان لنبوغها الاثر فى اختيار الجامعة لها بالقيام بالتدريس بها ولم تنسى فينوس ميشيل فى يوم من الايام
استقرت فينوس بفرنسا رافضة لاى تقارب او حب جديد وبقيت على العهد
اما ميشيل فقد كان ترتيبه الثانى على الكلية
اعلنت الكلية عن حاجتها لعدد اربعة معيدين من دفعته
تقدم باوراقه وتم تعيينه بالسلك الجامعى
اصبح ميشيل معيدا بالجامعة وبدا ابحاثه
اختار البحث فى الفيروسات
واختار ان يكون بحثه عن فيرس لم يستطيع العلماء تحديده على مدار عشرات السنين
واستطاع ان يكتشف جينات هذا الفيرس الخطير وبذلك قطع شوطا كبيرا فى انتاج علاج لهذا المرض اللعين
وكان لابد وان يسافر الى احدى الدول الاوربية او امريكا لاسباب كثيرة
منها البحث العلمى المتقدم وايضا الانفاق بسخاء على البحث العلمى وتقدير العلماء بتلك الدول
اختار ميشيل ان يسافر الى فرنسا لاستكمال ابحاثة
تلك الدولة التى فرقت بينه وبين معشوقته لعل الزمن يعود ويجمعهم
انتهى ميشيل من تجهيز اوراقه وخاطب الجامعة ووافقت ان يقوم باستكمال ابحاثه بها ومع فريق بحثى منها ويكون هو رئيسا لهذا الفريق
سافر ميشيل وكانت تلك الجامعة هى جامعة السربون ودن ان يعلم ميشيل بان حبيبته تعمل بها ولا تعلم فينوس ان حبيبها سيكون بالجامعة ذاتها التى تعمل بها
استقر ميشيل فى فرنسا منهمكا ببحثه ولكن كان يتطلع ان يتقابل مع حبيبته ولكن اين هى وكيف حالها وكيف اصبحت ؟
هل لاذالت بفرنسا ام سافرت الى دولة اخرى ؟
هل لاذالت على العهد ام تغيرت الاحوال ؟
هل تنتظره ام وجدت لحياتها مسارا اخر ؟
هل لاذالت تفكر به وتتذكره ام اخذتها عاصمة الجن والجان ؟
فكر ميشيل ان يبحث عنها بحذر حتى لا يسبب لها اى متاعب اذا كانت قد تزوجت او .... وكان يطرد هذا التفكير لانه لن يتحمل الصدمه بعد ان اقترب من تحقيق حلمه
وبينما هو بالجامعة وسط فريقه البحتى جاءت ابنه احد افراد الفريق جونير ابنة صديقه بيير
سلمت على والدها واصدقاؤه وسلمت ايضا على ميشيل
بعد ان انصرفت جونير بدا بيير يتحدث الى ميشيل
تعرف ياميشيل ؟
بنتى جونير بتعشق الادب الفرنسى وهى بتدرس فى الجامه هنا
مسيو بيير بنتك بتدرس الادب الفرنسى ؟
طبعا يامسيو ميشيل
صمت ميشيل كثيرا وتمنى لو عرف تلك المعلومة قبل مغادرة جونير
انتابت ميشيل نوبة من السرحان العميق والخوف الشديد
هل يمكن ان تكون جونير هى مفتاح السعادة ؟
تطلع ميشيل الى قدوم جونير الى والدها مرة اخرى
مسيو بيير لماذا لم تاتى الانسة جونير مرة اخرى انها ودوده ولطيفة مثل والدها
طلب بيير من ابنته الحضور مرة اخرى
عندما راها ميشيل هب واقفا
اهلا مودمريل جونير
اهلا مسيو ميشيل
والدك قال انك مغرمة بالادب الفرنسى
ايه ؟
عايز تسيب ابحاثك وتدرس الادب الفرنسى ولا ايه ؟
لا مش الفكرة
انا بس عايز اسالك
فيه اساتذه مصريين بيدرسولك ولا كلهم فرنسيين ؟
لا فيه استاذه مصرية بتحب الادب الفرنسى اكتر من الفرنسيين
علت وجه ميشيل ابتسامة عريضة وظهر الفرح على وجهه
ما اسمها ؟
اسمها فينوس
طار قلب وعقل وروح ميشيل من الفرح
جونير
نعم
اطلب منك طلب ؟
اتفضل بكل تاكيد ممكن
ممكن تعرفينى مكان مكتبها ؟
طبعا ممكن اتفضل معى
ذهب ميشيل بخطوات سريعة جدا ممسكا بيد جونير
اوصلته لمكتب الدكتوره فينوس
نظر واذ بنفس الوجه الملائكى البرئ تنظر ببعض الاوراق
طرق الباب وقلبه كاد يطير وعيناه تسمرت نحوها
وكانه لم يكن احدا بكون غيره
جميلة بل بارعة الجمال قمر قد وضع نفسه داخل مكتب
اذخل
طرق الباب مرة اخرى
ادخل
انتظر ثم طرق الباب مرة ثالثة
الم اقل ادخل ونظرت واذ به ميشيل
العشق الذى انتظرته
القلب المحب الحنون الذى طالما خاف عليها من حر الصيف وبرد الشتاء
انطلقت السهام من عينيها الساحرتان
قامت مسرعة
ارتمت على صدره
ميشيل حبيبى انتظرتك طويلا
وانا بحثت عنك كثيرا
كنت احلم بكى كل ليلة
لم يغيب دكرك عن لسانى
اشتقت كثيرا اليكى
الى سحر عيناكى
ذلك القمر غاب عن سمائى كثيرا
استلقت على صدره والقت براسها على كتفه طويلا
فينوس مش عايزين نضيع المزيد من السنوات
عايز اخطبك الان
وضعت فينوس يدها على فم ميشيل
انتظر لاسمع متاجاة قلبك الان
انتظر ساخذك لتتعرف الى والدتى واخوتى
عندما يعرفونك ويستريحوا لوجدك
ساعتها سنفكر بذلك المهم اننا اجتمعنا معا
اخذته وذهبت الى والدتها وقالت لها
ماما ؟
انتى حضرتى بدرى اليوم ؟
صديق من مصر ياناما ؟
قامت والدتها من مكانها بفرح شديد
من مصر ؟
تعال يابنى انا اشتقت لمصر كتير اوى اوى اوى
كلنتى يابنى عن مصر
سرد ميشيل احوال مصر وكيف انها بالفعل ام الدنيا واجمل بلد بالعالم وان الحنين الحارف لها رغم انه لم ياتى من فترة طويلة الا انه يتمنى العودة الان
فمنظر النسل وقت الغروب يحتار الشعراء بوصف جماله
اه يابنى انت هتقولى مصر دى اغلى من روحى
انشاء الله ياماما نرجع كلنا لمصر
ياريت يابنى
الله حلوه يابنى منك كلمة ماما
اكيد انتى كمان اغلى ماما
تعيش يابنى
تيجى كتير انا استريحتلك يابنى
اكيد ياما ازورك كتير
انا ليس لى احد غيركم بفرنسا
ربنا يحميك يابنى اهلا بيك
فينوس لا تتحدث وطول الوقت تنظر الى ميشيل فقد وجدت عشقها الذى تمنت ان تتقابل معه مرة اخرى
خرج ميشيل مع وعد بتكرار الزيارة الى بدات والدة فينوس تلمح له بالزواج من ابنتها
وهنا تدخلت فينوس
ماما
اسكتى يابنتى مش هنلاقى انسان فى مركز علمى مرموق ولا حنون ولا مؤدب اكتر من ميشيل
وافقت الام والاخوة على زواج فينوس وميشيل
وعاشوا معا فى قمة السعاده حتى ان قصتهم اصبحت حديث كل العاشقين
وانتهت قصة فينوس وميشيل
هل سيعودان الى مصر ؟
هل سيبقيان بالغربة ؟
انتهت روايتهما معا
والى لقاء مع رواية اخرى
وحتى ذلك الحين فى رعاية الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق