تـــوارد أفـــكاري


دكتور مجدي إسكندر

هل فكرت في يوم من الأيام في شيء معين ولاقيت شخص تاني بيفتح ويتكلم في نفس الموضوع أو يكلمك في التليفون وتقوله عمرك أطول من عمري كنت لسه بفكر أتكلم معاك ؟
ربما في يوم من الأيام افتكرت شخص معين وماشفتهوش من مدة طويلة وفجأة تلاقيه واقف قدامك بشحمه ولحمه، أو توقعت شيء معين وانتابك شعور معين وفجأة تلاقي الشعور ده تحول لواقع، زي الأم مثلاً لما تكون في المطبخ وتشعر بأن فيه شيء حصل لطفلها فتجري وتلاقيه واقع على الأرض ومغمى عليه، أو يرن جرس الباب وتقول أظن إنه فلان ويطلع صح، أو أوقات تشعر بأن الشخص اللي قدامك بيعاني من مشكلة معينة وتسأله فتلاقي كلامك صح وكأنك قريتها على جبينه.
طب الحيوانات والطيور والأسماك بتتفاهم إزاي مع بعضيها وتتجاوب بدون كلام ؟
في مرة من المرات وكنت وقتها في الصين وعاوز شيء معين من محل ولكنهم مش فاهميني نهائياً أنا عاوز إيه، وفجأة انتابني شعور بأن فيه شخص ماشي وقرب من المحل ممكن يساعدني، فشاورتلهم يستنوا وخرجت بسرعة، وفجأة لاقيت شخص أعرفه صيني وبيتكلم إنجليزي وعلى بعد خطوات من المحل ماشي، وفعلاً ساعدني وسط ذهول الباعة الصينين، وكتير من الأشياء اللي زيها حصلت معايا، وأكيد حصلت مع كل واحد مننا.
ده اللي بيتقال عنه توارد الخواطر أو قراية الخواطر، فهل ده مجرد صدفة بحتة ومفيش ليها أي تفسير منطقي أو علمي ؟ وهل ممكن تحصل بوعي مننا وبإرادتنا ؟
ويقال إن أول شخص ذكر الظاهرة دي هو أفلاطون الفيلسوف، كما إن الظواهر الباراسيكولوجية مازالت تحت البحث والدراسة من المتخصصين في الأنواع دي من السلوكيات.
وده إللي بيقولوا عليه أيضاً " القدرات فوق الحسية " أو " القدرات الحسية الزائدة " واللي بتشمل علوم التخاطر أو التليباثي وتوارد الأفكار والاستبصار وغيرها، وهي كلها من الأمور اللي بتحصل معانا وما نلاقيش ليها أي تفسير واضح.
بيقولوا إن المخ بتحصل فيه تفاعلات كيماوية وكهربية وبتطلق موجات كهرومغناطيسية بعيداً عن المخ فيستقبلها الشخص الآخر وقد يستطيع ترجمتها في صورة توارد أفكار، كما أن هناك أشخاص يستطيعون إرسال رسائل معينة لشخص آخر دون الاتصال بالكلام أو الكتابة، وهو ما يعرف بالتليباثي أو التخاطر.
ويقال بأن الإنسان قادر على استقبال الموجات الصادرة من أمخاخ الأشخاص الآخرين وترجمتها إلى كلمات ومعاني، ولكن للأسف أُهمل استخدامها كما كانت تستخدم في العصور الأولى من الحياة للتواصل، وأصبح حتى الإنسان ميعرفش إن عنده القدرة دي ضمن قدراته، ولما يحصل وتعمل المراكز دي بصورة تلقائية فنلاقي الشخص مندهش تماماً ويحاول تبريرها بشتى الطرق، كقوله دي مجرد صدف مثلاً.
والحقيقة فيه ناس برضه عندهم المراكز دي نشيطة ولكن بجهلهم بوجودها أصلاً بيسبوها تعمل وقت ما تسمح الظروف ليها، أي تلقائية.
والأهم بإن الرئيس المؤسس للفيس بوك مارك زوكر بيرج بيقول بإن الفيس بوك هيعمل على إطلاق خاصية جديدة تحمل اسم " توارد الخواطر " وبتحمل نفس المعنى والدلالة الحقيقية، بحيث إنها هتمكن المستخدمين من تبادل أفكارهم مع بعض بدون التواصل عن طريق الكتابة والصور.
الموضوع يطول شرحه، ولكني أكتفي بالسؤال التالي: هل لاحظت الظاهرة دي في حياتك، وربما حصلت معاك مرات ومرات ومش لاقي ليها أي تفسير غير إنك تبررها بالصدفة البحتة " المتكررة " ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق