جليات لا يفهم مزامير داود

 


 اوليفر يكتب :

- جليات لا يفهم مزامير داود. لا يعرف إيمان صبى العلى. يعد تراتيله إحتقاراً و لا يدرك أنه يحصد الموت لنفسه. أناشيد داود بالروح المعزي لذلك كانت الروح الشريرة تهرب من شاول فيجد راحة في مزامير داود. ما زال البعض يقرأ سفر نشيد الأناشيد بعيون جليات المتعجرف. ينسبون إليه شهواتهم. و يشككون البسطاء في تعبيرات الروح. لنتأمل كيف أن الروح القدس منحنا في هذا السفر عبارات تمنع تشويش الروح الردئ.

- إذ ينادي الحبيب حبيبته أختاً فإنه يقصد معان كثيرة. أولها أن الأخوة شركة لأب واحد. شركة في جسد و دم واحد. شركة في نسب واحد. علاقة جسدية و ليست جنسية. مسئولية الأخ عن أخته و محبة الأخت لأخيها. فوق هذا كله فإن النفس البشرية لم تصبح أختاً للمسيح إلا لما أخذ جسدنا و خلصنا و قام و دخل ملكوته بالطبيعة البشرية فصار لنا فى السماء بكراً بين أخوة كثيرين. رو8: 29. لذلك نري الحبيب كلما وجد حبيبته في ضعف ناداها أختاً كأنه يذكرها بالقيامة و الملكوت و يطمئنها أنه سيأخذها معه هناك.

- حين يظهر جمال حبيبته ناقصاً يطمئنها قائلاً يا أختي العروس قد سبيت قلبي بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك. فماذا صار للعين الأخري و بقية القلائد؟ لا نعرف لكن المسيح الذي قبل من الثمار ثلاثين كما قبل ستين كما قبل مئة فتبقي الحبيبة حبيبته و لو لم يكن فيها سوي ثلاثين أو سوي عين واحدة أو قلادة واحدة. يناديها أختي لكي تقوم فتنمو إلي كمال الحبيب و تأخذ منه نواقصها. فيما يبقي الحبيب يستحسن حبها و يستفيض فى وصف محاسنها دون أن يذكر ما ينقصها. كأن المسيح جالس مع السامرية يطمئنها بالصدق تكلمت. كأنه مع اللص على الصليب يطمئنه اليوم تكون معي في الفردوس. نش4: 10- 15.

- حين يتكلم الحبيب عن دخول حبيبته إلي الفردوس يناديها أختي العروس لأن دخولنا لا يمكن أن يكون بغير وساطة الأخ الأكبر البكر لكل المفديين. لذلك يقول قد دخلت جنتي ( الفردوس) يا أختي العروس.

- حين يتودد الحبيب لحبيبته كي تفتح له و هو ينتظرها العمر كله و لكي ينفي عن اصحاب الفكر الردئ إلصاق الشهوة الجنسية لدخول الحبيب لحبيبته يناديها أولاً أختي. إفتحي لي يا أختي ثم يكمل بقية الأوصاف. فدخول الحبيبة إلي الفردوس يلزمه أخوة المسيح و دخول المسيح إلي عالمنا إستدعي أن يصير لنا أخاً في الطبيعة البشرية.فدخوله و دخولنا شركة في نفس الطبيعة و وساطة للخلاص. نش5: 2.

- الحبيبة تتعلم هذا الدرس العميق فتطلب التجسد. تطلب هذه الأخوة العجيبة. حبيبها في داخل المجد و هي تنتظره في الخارج. ليخرج إليها الحبيب و يزول الحجاب بين السماء و الأرض. يتجسد فيصبح حبيبها السماوي كأخ لها من نفس الطبيعة البشرية راضع من ثدى أمها لأنه بالتجسد تظهر بالكمال محبة الآب و نعمة الإبن و شركة الروح القدس. وقتها تتجرأ كل نفس و تَقبل الحبيب و تتحد به تأخذ أنفاسه لها و تُقبله بقبلات المشتاق إلى الملكوت نش 8: 1. ليتك أخ لى.

- يقول الحبيب لنا أخت ليس لها ثديان. فماذا نصنع يوم تخطب نش8:8. هذه هي المرة الوحيدة في السفر التي يتكلم فيها المسيح بصيغة الثالوث. فالأخت ليس لها ثديان و المعني الروحي ليست لها حياة و لا فرصة لإمتداد النسل. إنها تحتاج إلى خلق لتصبح خليقة جديدة لها كمال صورة الله و مثاله. لذلك تحتاج النفس إلي عمل ثالوثي من الآب و الإبن و الروح القدس لتصبح أخت تنتقل من عدم الحياة إلي الحياة. تصبح خليقة لها ثديان لها ثمر لها حياة لنفسها و لغيرها. حتي حين يأتي العريس يجدها مؤهلة أن تصبح خطيبته فيأخذها ليخطبها إلي الأبد و تتحد معه. المعني روحى و الحبيب يتحدث عن مسئوليته ليتبني إحياء حبيبته و خلاصها.

- فى المسيح تصير للنفس البشرية أوصافاً لا يعرفها المحبون الأرضيين. محبة المسيح مثل المسيح محبة وحيدة الجنس. فريدة النوع. لا توجد إلا فيه و لا تتكرر في غيره. نحن نأخذ قليلاً منها و لا نقدر أن نحتويها بكمالها. لذلك يطلق الحبيب أوصافاً لحبيبته في سفر النشيد غير معتادة بين المحبين من البشر و برؤية المسيح نفهم أوصافاً عجيبة للنفس البشرية لا نعرفها إلا بفكر المسيح. هذه نتأملها في مقال آخر بنعمة المسيح لعل الذين يصرون علي تشويه الأوصاف في هذا السفر ينتبهون و يتوبون و يقبلون محبة الحبيب السماوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق