تكريس هرون وبنية للخدمة ج1


جيهان ثابت تكتب:

فى سفر اللاويين نجد تكريس هارون وبنية للخدمة وذلك فى (لا 8: 2 ، 3) 

حيث كلم الرب موسى قائلا خذ هرون وبنيه معه، والثياب ودهن المسحة وثور الخطية والكبشين وسل الفطير وأجمع كل الجماعة الى باب خيمة الإجتماع "لماذا؟ سيتم هنا مسح هرون وبنية للخدمة . 

-  لماذا تم  ذكرالذبائح ثم ذكر مسح هرون وبنيه ؟

1- لان تقديم الذبائح كان جزءا مهما فى تكريسهم للخدمة، الذبائح نفسها فى طقس الرسامة لابد من أن تقدم مثل ما قال هنا خذ ذبيحة الخطية والسلامة والمحرقة وخذ كبشين واحد ذبيحة محرقة والأخر قربان ملء أو ذبيحة سلامة.

2- إذا الذبائح كانت جزء مهم جدا فى طقس الرسامة.

3- الوظيفة الأساسية لهرون وبنية كرئيس كهنة هي تقديم الذبائح، فكان لابد أن تذكر الذبائح، ويرسم عن طريق تقديم هذه الذبائح، ثم يقدم هو هذه الذبائح فلا يمكن يقدمها قبل مسحه للخدمة. 

من الملاحظ :

قبل رسامة هرون كان فيما سبق الأبن البكر هو الذى كان يقدم الذبائح عن الأسرة فكان يعتبر رئيس الأسرة وهو كان يقدم الذبائح.

كما يتضح ذلك فى حياة (نوح - إبراهيم - اسحاق - يعقوب) كل الأباء الذين قدموا ذبائح كارؤساء أسرة أو قبيلة(يثرون- ملكى صادق) .

لماذا الأبن البكر؟

لأن الابن البكر يعتبر كاهن الآسرة .

من الذى رسم هرون كاهن  ولماذا ؟

موسى النبى هو الذى قام بالرسامة ، لأن الله دعي موسى للقيام بطقس السيامة وكأنه كاهن أو رئيس كهنة ولذلك قيل عنه موسى وهرون بين كهنتك، ملحوظة بمجرد أن قام موسى النبى بطقس السيامة أنتهى الكهنوت من موسى ، وأصبح لهرون وبنيه ، وتكرس هرون للخدمة ، وتم تخصيص سبط لاوى للخدمة ومن لاوى هرون وبنيه، وكان سبط لاوى معاونين لهرون لكن لم يكونوا كلهم كهنة، أنما كان لهرون وبنيه.

ومن الملاحظ أن موسى كان فصلا بى الكهنوت القديم ثم كهنوت هرون، يعنى كأنه الحالة المتوسطة بين الأثنين، وهو الذى قام بغسلهم، اى تطهيرهم أولا الغسل (ربنا قال له أغسلهم أغسلهم فتقدم موسى وغسلهم بماء ، ثم جعل علية اللباس (لباس الكهنة أو رئيس الكهنة) ، غسلهم للتطهير وكما يقول اشعياء  النبى فى أش 52 : 11 " أعتزلوا أعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا اخرجوا من وسطهما تطهروا يا حاملي آنية الرب" ثم ألبسهم الثياب الكهنوتية ثم دهنهم بالمسحة المقدسة لإعطائهم نعمة إلهية، ولإعطائهم السلطة الكهنوتية، ثم تقديم الذبائح المختصة بالرسامة.

نقطة أخرى كان طقس الرسامة أمام كل الجماعة، كما قال له أجمع كل جماعة أسرائيل إلى باب خيمة الأجتماع إلا واستمر طقس السيامة اسبوع وكان محرما ان يدخل هارون إلي خيمة الأجتماع إلاعندما تتم الرسامة أولا، كل سبعة أيام تكريسهم كانوا عند باب خيمة الاجتماع وكان موسي النبى هو الذى يقوم بهذه الرسامة وهو الذى يقدم الذبائح وكل ما تم ، ثم يأمر الله ، أنت لو تقرأ الأصحاح الثامن ترى كم مرة، كلما يقول أى حاجة يقول غسلهم.. ومنطقهم بالمنطقة والبسهم ملابسهم، يقول كما أمر الرب ، ويعمل حاجة تانى يقول كما أمر الرب وكل ما يعمل حاجة يقول كما أمر الرب ، لنرى كم مرة قيل فى الأصحاح كما أمر الرب ، مما يدل أن كل خطوة من الخطوات كانت بأمر الرب.

الذبائح التى قدمت فى الرسامة هي ذبيحة الخطية ثم المحرقة ثم قربان 

الترتيب كان الترتيب المنطقى لتقديم الذبائح 

1- الكفارة عن الخطية فى تقديم ذبيحة الخطية.

2- تدشين الحياة أو تكريس الحياة (ذبيحة المحرقة) 

3- ثم  قربان ملئ وهو أول  مرة يذكر قربان الملئ ولم يذكر عند ذكر الذبائح قربان ملئ ،( ملوئيل بالعبرية يعنى ملئ) ومعناها ملئ اليد من تقليد السلطة كما يقال فى إيده كل حاجة أو أمتلائهم بكل بركة وبكل نعمة للكهنوت فكأن ربنا يعطيهم هذه البركة والنعمة لأداء رسالة الكهنوت وهى تشبه إلي حد كبير ذبيحة السلامة فكلها عبارة عن ذبيحة السلامة، التى حينما تقدم تشير إلي الشركة مع الله (تذكروا ذبيحة السلامة قلنا شركة مقدسة بين الله وكهنته وعبيده). وهذا هو الترتيب المنطقى للذبائح كما قلنا، بعد أن قدمت كل الذبائح بارك هارون الشعب، كما يقول أيضا فى الإصحاح التاسع (23- 24) بارك هرون الشعب ،تجلي مجد الرب ولا نعرف كيف كان هذا التجلي؟ يقول تراءي مجد الرب لكل الشعب كيف كان هل في سحب كثيف ؟ هل فى نور ؟ هل فى نار ؟ إنما أحس بهذا التجلي كل الشعب يقول " وخرجت نار من عند الرب وأحرقت علي المذبح المحرقة والشحم فرأى جميع الشعب وهتفوا ثم سقطوا على وجوههم"

إذاْ البركة:-

تجلى الرب ، خروج نار من عند الرب وأكلت الذبيحة ، علامة علي قبولها، وأصبحت من هذا الوقت هى النار المقدسة، ولا يقدمون نارا بعيدا عنها تعتبر نار بعيدة غريبة، وسوف نرى ما حدث لإبنى هرون لما قدموا نار غريبة، وظلت هذه النار معهم حتى السبى، ووضعوها فى بئر كما جاء فى سفر المكابيين، وعند رجوعهم وجدوا أن البئر قد أمتلأ من الماء وأخذوا من الماء ووضعوه على المذبح بعد ما رجعوا إلي أورشليم مرة أخرى فخرجت نا وأكلت الذبيحة، صحيح فى كل التاريخ كان أحيانا يعلن الله قبولة للذبيحة بأن تنزل نار وتأكلها   كما فعل ذلك مع إيليا لما قدم ذبائح وقتل أنبياء البعل ، ممكن مع جدعون لما قدم فى كل التاريخ ممكن لما داود النبى لما قدم فى بيدر أرونة اليبوسي ممكن تنزل نار، لكن هذه كانت استثنائية بالنسبة لفبولذبيحة ولم تكن هى الذبيحة التى تقدم فى الهيكل لم تكن مقدمة فى الهيكل أو خيمة الاجتماع ، 

هرون يرمز للسيد المسيح مع الفارق:-

  هرون معرض للضعف .

*  معرض للنقض.

* معرض للخطأ

** أما السيد المسيح هو البار لا يخطأ وبلا خطية.

. هرون كرئيس كهنة تم سيامة بيد موسى بأمر الله

* والسيد المسيح هو رئيس كهنة الخبرات العتيدة كما جاء عنه كثيرا فى (عب4: 14)، (عب5) كلام كثير عن كهنوت السيد المسيح، 

.  دعى هرون من الرب ليكون رئيساٍ للكهنة.

* كهنوت السيد المسيح كان فى قصد الله وتدبير الله منذ الأزال وجاء ذلك واضحا جدا في (عب 5 :5 ،6) " لذلك أيضا المسيح لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذى قال له "أنت أبنى أنا اليوم ولدتك. كما يقول أيضا فى موضع أخر انت كاهن الى الابد علي رتبة ملكى صادق " كلمة إلي الأبد لا تنطبق علي هرون  لأن هرون له عمر ويموت وابنه يموت ، أما الذى له وحده عدم الموت ، هو السيد المسيح اذا كهنوته كهنوت إلي الأبد.

وبالنسبة أيضا لثياب هرون وبهاؤها ومجدها ، الثياب التى للمجد والبهاء نقول أيضا أن الله الكلمة ظهر فى العهدين بأنواع وطرق كثيرة ليظهر فيها بهاء مجده،فقد ظهر لإشعياء النبى ورآه فى الرؤية وأن ازياءه تملا الهيكل والنور واللمعان كما جاء فى (أش 6) وأيضا نفس الوضع رآه به حزقيال النبى في (حز1 : 27،28) ، هذا ما يعضد ما راه بطرس ويعقوب 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق