يدخل المسيح في هذا العيد ملكا ليملك ، ومخلصا ليخلصنا، يريد أن يطهر قلوبنا ويسكن فيها.
اليوم يسير في موكبه بين أحبائه الأبرار القديسين. فمن هم الذين فرشوا ثيابهم في الطريق سوى الذين هم على مثال الشهداء الذين بذلوا أجسادهم وحياتهم من أجله .
زمن هم الذين زينوا الطريق أمام الرب بأغصان الشجر وسعف النخل سوى القديسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبته.
ومن هم الذين أعطوه الجحش ليجلس عليه كعرش يحمل الملك سوى الذين يقدمون كل يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها .
ومن هم الذين دخل الرب هيكلهم سوى الذين يقدمون اليوم قلوبهم طاهرة ليسكن فيها. لنصعد في هذا العيد مع الرب في موكبه الظافر وسط الرسل والتلاميذ الأطهار والأطفال الأبرار حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون. نفرش قلوبنا إلى أورشليم السمائية مدينة الملك العظيم حيث مجد الله وهيكله الحي السمائي فنشترك مع قديسيه وملائكته وهم أمام العرش يخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله المقدس والجالس على العرش يحل فوقهم (رؤ 7: 15).
لقد كملت نبوات الأنبياء اليوم، فالمسيح دخل أورشليم كملك وركب على جحشًا وأتانًا ليكمل المكتوب (زك 9: 9). وركب أتانًا وجحشًا لم يركبه أحدًا من الناس وفي ذلك معنى رمزي يشير إلى أن المسيح هو رئيس لعهد جديد
لأن هذا يذكرنا أن البقرتين اللتين لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله والذي كان بواسطته خلاص الشعب وفيه حضور الله (1 صم 6: 10)
ومن الملاحظ أن الجحش كانت تصحبه أمه وهذا يشير إلى أن القديم يسير بجوار الجديد، فالجديد لم ينقض القديم أو الناموس لكنه يكمله كما قال الرب: "لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل.." (مت 5: 17).
وفى ذلك معنى عميق آخر هو أن البقرتان اللتان لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله لتدخل إلى أرض الموعد، وهنا المسيح داخِلًا إلى مجده ليتمم الخلاص بموته وقيامته المزمع أن يتممه بعد أيام من دخوله الظافر لأورشليم ويفتح لنا أبواب الفردوس الذي ظل مغلقًا منذ آدم رأس البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق