مجدى ابراهيم |
الإنسان هو هيكل للروح القدس الذي لا يفارق الإنسان إلا في حالة الموت في الخطية، وعليه فإن المرأة طاهرة ومسكن للروح القدس في كل أيام حياتها.
يقول القديس بولس في رسالته إلي اهل كورنثوس " غير ان الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب.. 1كو 11 "
اي ان الإنسان ذكراً وانثي مدعوان إلي الرب، ومدعوان ان يتغيرا من اجل الرب وحباً به. ثم يردف هو نفسه فيقول: (لأنكم كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح، لا ذكر ولا أنثي.. غلا 3: 28).
وعليه، فالرجل كما المرأة، مدعوان معاً إلي الحياة الإلهية، وليس أحد منهما دون الآخر في الرب
ونسمع عندما نقرأ انجيل نازفة الدم (مت9: 20- 22)، ان امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة، قد جاءت من وراء السيد، ومست هدب ثوبه، ايماناً منها، انها بذلك تنال الشفاء. وبالفعل، كان لها ما ارات. ما معني هذا الكلام؟
لم يرى ربنا ان نزف المرأة يحول، في شكل من الاشكال، دون قدومها إليه. لم يشجبها، لم يمنعها، لم يزجرها، بل أثني علي موقفها واندفاعها وثقتها به. وفي النهاية، منحها سؤلها، وامنية قلبها. لا بل نستطيع ان نقول انها بفضل حبها له وثقتها بقدرته انتزعت الشفاء منه بالقوة، الله يفرح جداً عندما نأتيه بمحبة وثقة.
ولكن لماذا نقول لا مناولة للمرأة وللصبية في فترة الحيض؟
لماذا لا، اذا كانت حواء معادلة للرجل في الكرامة والقيمة امام الله؟
هذا التفكير غير صحيح علي الإطلاق فالتعليم المسيحي يعلن وبوضوح عدم نجاسة أي إنسان مؤمن إلا بالخطية”
والان، إذا كان الطمث هو السبب من وراء منع المرأة من التعبد في الكنيسة، فلماذا لا ندخل الفتاة الحديثة الولادة إلي الهيكل؟ فهي لا تعرف الطمث بعد.
في الحقيقة لابد لنا ان نعرف ان الكنيسة جسد المسيح مؤلفة من رجال ونساء، بنات وشباب، ذكور واناث. كنيستنا مليئة بالكواكب المنيرة من نساء ورجال واطفال. عندنا في كنيستنا كتابان عظيمان: (اقوال الاباء الشيوخ) و(اقوال الامهات الشيخات). لقد عرفنا في كنيستنا اباء روحيين وامهات روحيات، لقد انجذببت قلوبنا الي اباء قديسيين وامهات قديسات. القداسة عندنا ليست حكراً علي الرجل دون المرأة، عندنا العظيمة القديسة أوفيمية والقديسة تقلا المعادلة للرسل، والعملاقة القديسة سنكليتيكي. وفي الذروة عندنا العذراء مريم كلية القداسة، والارحب من السماوات، والاسمي من الشاروبيم والسارافيم. من غير اللائق بعد كل ما ذُكر، ان يفكر احد باحتقار المرأة وعدم دنوها من القرابين لاعتبارات فيزيولوجية لا رأي لها فيها. فلتسلم مواقفنا وليسلم تفكيرنا وتعليمنا وقدوتنا، ان كنا مستقيمي الرأي
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: (كل شئ طاهر للطاهرين واما للنجسين وغير المؤمنين فليس شئ طاهر، لأن ذهنهم تنجس، وضميرهم ايضاً. الذين يخلطون بين الحق والباطل ويقيدون حرية المرأة في فترة الحيض. ان من يفكر هكذا هو من مناصري الخرافات والاساطير. الله هو خالق كل شئ وخليقته ليس فيها دنس. ليس من دنس في خليقة الله، الدنس كله ينبع من الخطيئة التي اقترفها الإنسان، وما يزال، فسقط وما يزال يسقط، الخطيئة وحدها تؤذي النفس، فيصير الإنسان بسببها، كله دنساً). [راجع ايضاً تفسيره لرسالة بولس إلي اهل رومية (رو1: 26- 27)].
بإختصار يستطيع الإنسان المؤمن ان يقول ان قلب المسيح يتسع للجميع ، ذكورا واناث، دون استثناء ، والكل أمام السيد واحد، وليس من مشكلة في ذلك.
يسوع يدعوا الجميع كل انسان" ذكراً وانثي مدعوان إلي الرب "
" أمين "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق