يمكن لفيروس كورونا المستجد أن يصيب أي شخص، لكن الإحصاءات تشير إلى أن بعض المجموعات العرقية ربما تأثرت أكثر من غيرها.
في شيكاغو في الولايات المتحدة تفيد تقارير بأن 70 في المئة من المصابين هم من السود، بالرغم من أنهم يشكلون 30 في المئة فقط من سكان المدينة.
ووصلت تقارير مشابهة من نيويورك وديترويت ونيو أورلينز.
لكن بعض الأدلة تشير إلى أن الفيروس منتشر بدرجة أكبر وسط أقليات ذات انتماءات عرقية معينة.
وتشير بيانات المركز الوطني لأبحاث وإحصاءات العناية الفائقة إلى أن 34 في المئة من المصابين الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة هم من السود أو أقليات عرقية.
وتستند الأبحاث إلى 3300 مريض في أقسام العناية الفائقة في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.
وبحسب الإحصاء الرسمي للسكان في عام 2011، فإن 14 في المئة من سكان إنجلترا وويلز هم من السود وأقليات أخرى.
ويقول كاملش خونتي الأستاذ بجامعة ليستر إن "القلق ينتاب الكثيرين بسبب ما يتم تناقله وما أشارت إليه البيانات الأخيرة من أن نسبة أعلى من السود وأبناء أقليات أخرى دخلوا أقسام العناية الفائقة".
لكن هذه البيانات هي الخطوة الأولى فقط في فهم هذه القضية، حيث أن هناك حاجة لمزيد من البيانات والأبحاث، كما يؤكد خونتي.
فيروس كورونا في لندن
منذ بدء انتشار الفيروس في بريطانيا، تركزت حالات الإصابة في العاصمة لندن، التي يوجد بها المناطق العشر الأكثر تضررا إذا أخذنا عدد السكان بعين الاعتبار. ففي منطقة برنت مثلا هناك 250 حالة إصابة لكل 100 ألف شخص، وهي الأعلى في البلاد.
وتضم المنطقة كذلك ثاني أعلى نسبة من السكان من أصول سوداء وأقليات عرقية.
وبشكل عام فإن 40 في المئة من سكان لندن هم من أقليات عرقية.
لكن هناك عوامل أخرى تجعل لهذا الأمر دورا، كما يقول خونتي.
فالأشخاص الذين ينتمون إلى مجتمعات تعود لخلفيات اجتماعية واقتصادية متواضعة، يمارسون مهنا تضطرهم للاحتكاك بعدد كبير من الناس ويعتنقون أفكارا ثقافية تجعلهم معرضين بدرجة أكبر لخطر الإصابة بأمراض كالسكري وأمراض القلب.
فعلى سبيل المثال، قد يصعب العزل الذاتي في بيوت يعيش فيها عدد كبير من الأفراد.
وتُصنّف نحو ثلث البيوت التي يقيم فيها بنغاليون على أنها مكتظة. والأمر نفسه ينطبق على 15 في المئة من عائلات السود، بحسب إحصاءات حكومية.
في المقابل، فإن 2 في المئة فقط من بيوت العائلات البريطانية البيضاء توصف بالاكتظاظ.
ويشكل السود وأبناء الأقليات العرقية نسبة عالية من الذين يعملون في مهن تعتبر أساسية في مكافحة الفيروس.
فعلى سبيل المثال، ينتمي واحد من كل خمسة أشخاص من العاملين في القطاع الصحي في إنجلترا إلى أقلية عرقية. وإذا نظرنا للأطباء والممرضين فقط ستكون النسبة أعلى.
وهناك عدد من الأطباء والممرضين الذين فقدوا حياتهم في المملكة المتحدة ينتمون إلى عائلات مهاجرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق