«آخرة المعروف يضربونا بالكفوف»، مثل شعبي جسد جريمة بشعة دارات فصولها في منطقة المقطم بالقاهرة، بطلتها سيدة لم يتخطى عمرها الثلاثين عاما، والتي لم تتخيل أنها ستدفع حياتها ثمنًا لمعروفها، بعدما تعاملت بحسن نية مع صديقتها، لترد الجميل بذبحها أمام أطفالها، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بداية الواقعة
المجني عليها تزوجت من شاب طيب ومكافح، يعمل ليل نهار من أجل توفير مستلزمات منزله، يقدرها ويحبها، بينهما طفلين كان بمثابة القاسم المشترك بينهما، "محمد" الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، وخديجة الرضيعة التي لم تكمل شهرها التاسع وقت وقوع الجريمة، لم ترض الزوجة الطيبة أن تترك زوجها بمفرده يدبر مستقبلهما، وإنما حاولت مشاركته، فاختمرت في ذهنها فكرة "عمل جمعيات" مع سيدات آخريات، لتجميع مبلغ كبير، تستطيع من خلاله رسم مستقبل أسرتها.
علاقة صداقة
مع مرور الأيام تعرفت الضحية على سيدة من جيرانها تدعي «ياسمين »، وتوطدت علاقة الصداقة بينهما، حتى طلبت الأخيرة من الأولى في أحد اللقاءات بينهما، أن تقرضها بسبب حاجتها للمال، مستغلة طيبتها وحبها للجميع، بشهامة ولاد البلد لم ترد الضحية كلمه صديقتها وأعطتها مبلغ مالي قدره 5 الآف جنيه على أن تردهم لها خلال 5 أيام أو أسبوع على الأكثر.
بعد مرور أسبوع حدث ما كان تتوقعة الضحية حيث لم تفي صديقتها بوعودها ولم ترد المبلغ الذي أخذته منها، ومع كثرة المطالبات جمعت ألف جنيه وذهبت به للدائنة، حتى تطلب منها تمهلها وقت آخر لسداد باقي المبلغ، متلاعبة على أوتار طيبتها.
وعود كاذبة
كلام معسول من ربة المنزل، ومبررات عديدة ساقتها لتهرب من تقاعسها عن السداد، في حين كانت "صاحبة المنزل" تسمع بعناية، وطفليها يلعبان داخل الشقة، وانتهى الأمر بوعود صارمة من ربة المنزل برد باقي المبلغ في أسرع وقت، فصدقتها السيدة وهمت لتضع المبلغ في "كيس بلاستك" داخل "النيش"، في حين كانت عيون ربة المنزل تترقبها، وهنا بدأ الشيطان يتدخل، لتبدأ معه أولى خطوات الجريمة، حيث ساقها شيطانها لسرقة الأموال.
جريمة قتل
بدأت المتهمة تنفذ جريمتها، بطلب "كوب ماء" من الضحية، حتى يخلو لها الجو لسرقة المبلغ، وما أن توارت الضحية عنها، حتى أسرعت المتهمة نحو "النيش" واستولت على المبلغ، لكن حظها السيئ جعل المجني عليها تعود سريعًا لصالة الشقة لترى المتهمة وهي تستولي على المبلغ، لتندلع بينهما مشادة تطورت لمشاجرة، أسرعت خلالها المتهمة نحو المطبخ وحصلت على سكين وذبحت به المجني عليها قبل أن تسدد لها طعنات عدة، مستغلة مرض المجني عليها، التي كانت تعرضت لعملية جراحية قبل الجريمة بأيام قليلة.
جثة على الأرض
سقطت المجني عليها على الأرض غارقة في دمائها، بينما جمعت المتهمة الأموال، لكنها تناست عيون طفلين تراقبان المشهد ببراءة، فلم تفهم "خديجة" ذات التسعة أشهر ما حدث، لكن شقيقها "محمد" صاحب الأربعة أعوامًا كان يفهم ويشعر بكل شىء، فقد حبس دموعه خوفًا من السيدة الشريرة التي تمسك بسكين في يدها أن تذبحه مثل والدته، حاول التخفي خلف ستارة بالشقة، لكن المتهمة لاحقته، وقالت له بصوت مخيف:" لو قولت لحد هاجي تاني وهدبحك..اوعى تتحرك من هنا"، ثم غسلت السكين بالماء، وألقتها في صندوق القمامة، وأخذت مفتاح الشقة ووضعته داخل "الخلاط" بالمطبخ، وخرجت من الشقة وأغلقت الباب خلفها..
صرخ الطفل بكل قوته، فقد تفجرت دموعه التي حبسها وقتًا طويلًا، و"خديجة" زحفت على بطنها نحو والدتها، تلطخ يدها بالدماء وتضعها على جثة والدتها، دون أن تدري، في مشهد قاسي وحزين استمر لعدة دقائق، حيث كان والد الطفلين خارج الشقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق