أحد المولود أعمي 2

يقول مخلصنا الصالح في رده علي الفريسيين الذين إعترضوا علي خلق عينين للمولود أعمي :يو9: 41 لو كنتم عميان لما كانت لكم خطية و لكن الآن تقولون أننا نبصر فخطيتكم باقية. لأن العمي الإرادي خطية.
- العميان أنواع.
البعض يخفى عماه في الهيكل و بعض العميان يسكنون قرب الهيكل و بعضهم ينتفعون من الهيكل و بعض العميان لا يدركون عماهم لأنهم بلا هيكل
- عمي في الهيكل: الفريسي أعمي كان يهتم بكل ما هو ظاهر. يدقق في نظافة الأباريق و الصينية و الشكل الخارجي لكل شيء و ينسي قلبه الذي كان ينبغي أن يسكنه النور مت23: 26. كل من يفضل الإهتمام بالخارج دون القلب فهو فريسي أعمي. يستخدم عماه لكي يعمي آخرين معه و ينقل عدوي عمي القلب لمن يخدم معه فينطبق قول الكتاب أعمي يقود أعمي يسقط الإثنان في حفرة لو 6 : 39 و الحفرة هى الجحيم . هذا النوع من العمي يخص القادة. علي أي مستوي يصابون به كلما إنقادوا بذواتهم دون ذات الله
- عمي قريب من الهيكل: لهم أعين و لا يبصرون. مر 8 : 18 و للأسف قيلت هذه عن التلاميذ القديسين قبل أن يتعلموا حقيقة نور العالم مسيح العميان و طبعاً تغير حال التلاميذ وصاروا معاينين للكلمة منذ البدء لو1:1. فقد يكون هذا عمي مؤقت كما حصل مع شاول الطرسوسي أع 9 و هو عمي يحدث حتي للروحانيين مع كل سقوط و خطية و يسترد البصيرة بالتوبة. من هؤلاء العميان خداماً و خادمات و مكرسات و مكرسين و رهبان و راهبات لأن هذه الضربة من العمي تخدعهم كأن وجودهم قرب المبانى المقدسة يجعلهم قديسون لكن الحقيقة أن الجدران لا تقدس أحداً بل الإنسان بحياة القداسة هو الذي يقدس بالروح القدس كل شيء حوله. لهذا فالقريبين من الهيكل قد ينخدعوا بقربهم أو يكتفوا بقربهم و مواظبتهم علي الأسرار أو الخدمة أو الأنشطة دون أن يكون في القلب نور يشرق كل يوم فينا لنكون علي شبه المسيح زأيها القريب من الهيكل متي تصبح الهيكل نفسه؟
- عمي المنتفعين: يسهل نشر العمي لمن يقرأ دون أن يفهم و يعيد نشر ما لا يفهمه لآخرين لا يتصفحوا ما ينشرونه فينتشر الجهل و عمي القلب. هؤلاء يشبهون الأشخاص الذين كانوا يرون الأعمي يستعطي كل يوم. يعرفون مكانه و هيئته العمياء لكن حين يرون أنفسهم في المجمع يحاسبون بشأنه يسايرون الفريسيين و ينكرون الرجل الذي تعودوا علي رؤيته. هؤلاء المنتفعين من المذبح و الهيكل و أروقة الهيكل حيث التجارة. هؤلاء أعمتهم المصالح فما عاد لخلاصهم مركزاً في قلوبهم. يموتون لأجل مصالحهم و يكذبون و يكرهون و ينافقون. ينكرون أنه ذات الأعمي الذي يعرفونه لئلا يحرمونهم من الهبات
- عمي القطيع: هؤلاء عميان بسبب أنهم لا يبذلون جهداً للدراسة و لا لفحص ما يسمعون أو يقرأون. إنهم يتحركون آلياً كالقطيع. تجمعهم كذبة. تخدعهم إشاعة. تجذبهم هرطقة. يعتبرون أنفسهم حماة الإيمان بسياسة القطيع مع أن كل واحد سيعطي حساباً عن نفسه وحده. لن يقبل عذره أن أحداً أوهمه أو غرر به أو أقنعه كذباً بغير الحقيقة. هذا النوع من العمي يكثر مع سياسة القطيع. كان آريوس ينشر العمي بإنكار لاهوت الإبن يسوع المسيح فسقط الذين يسمعون و لا يفهمون و كاد العالم يفقد بصيرة الإيمان الصحيح و يصبح آريوسياً لولا آباءنا القديسين و أهمهم القديس أثناسيوس. فكان نوراً في زمن مظلم. لهذا تلاحظ في شفاء هذا النوع من عمي القطيع أن رب المجد يسوع أخذ الأعمي خارج القرية أولاً فالناس كانوا في تلك القرية حجر عثرة .. صار معه منفرداً. ليبدد تأثير التشكيك و الإشاعات. ثم تفل فى عينيه فأبصر. مر8: 23.
- لماذا تجد معظم العميان يحتاجون بصاق المسيح. لأنه لا يوجد بصاق يخرج من الفم بغير نفخة. و المسيح يهب ماء من جسده للشفاء و نفخة من روحه للإستنارة.
- العمي بعيداً عن الهيكل: من لا يؤمن بالمسيح يصاب بهذا النوع من العمي و لا عذر له. قدامنا المسيح وحده المستحق أن نصدقه و نختبره و نتأكد من وعوده و نفهم صدق كلماته و نسلك فى وصاياه فنجدها حياة بر حقيقية
- لا شأن لك بماذا يقول العميان أخرج وحدك و أصرخ كالأعمي قائلاً يا يسوع إبن داود إرحمني و ستسمع من يجيبك : ثق . قم أنه يناديك مر10: 49
- الأعمي بعيداً عن الهيكل منذ ولادته لم يكن مصرحاً له بالدخول إلي الهيكل. فلا هيكل للعميان. ليبصروا أولاً ثم يتقدسوا بالمعمودية. ليتوبوا أولاً ثم يتقدسوا بالأسرار. ليرجعوا أولاً ثم يستنيروا بالموهبة السمائية. لا يمكن دخولنا الهيكل الأبدي ملكوت الله بغير أن نولد ولادة ثانية في المسيح بركة سلوام الحقيقية. لا يمكن أن نعاين السماء بغير أن نتحمم الحميم الثاني. العميان البعيدون عن الهيكل يعيشون فقراً واضحاً لهذا قيل عن جميع العميان الذين شُفيوا أنهم كانوا جالسين علي الطريق يستعطون. مر10 لو18 يو9 رؤ 3 : 17 . هذا حال من لا مسيح له. يجلسون علي الطريق مع أن الطيور تنتظر البذار الواقعة علي الطريق و تلتقطها. من هذه الطيور سوي الأرواح المخادعة التي تقتل البذرة في مهدها. هؤلاء العميان يطلبون مساعدة في الطريق لأنه لا هيكل لهم. اليوم يقدم المسيح نفسه الطريق الذي لا نهاية له و الصاعد بمن يسير فيه إلي الملكوت
- بدء الشفاء أن تدخل الهيكل و تترك طريق العالم. ستجد في الهيكل طريقاً أهم للحياة الأبدية و إسمه يسوع. إدخل و إسأل العطاء و وسع سؤالك حتي السماء. أطلب الملكوت و حياة مع المسيح بلا منتهي. هذا حقك ما دمت تريد أن تبصر. قل له إكشف عن عيني فأري عجائب من ناموسك. أنا كنت خارج الهيكل لا سمعت ناموسك و لا رأيت عجائبك. الآن أريد أن أبصر. أتعلم الأشياء من البداية. علمني كل شيء فأنا مولود الآن بين يديك لا أعلم شيئاً. عرفني كيف أراك و أري الأشياء و الأشخاص من خلالك. لا تدعني أعود للعمي فقد عشت أعمي كل الماضي. ما دمت قد خلقت لي عينان فإخلق في قلباً لا تسمح لأحد سواك أن يدخله. أريد أن أناديك و أحادثك. فقد قضيت العمر كله أستعطي من العالم و رغم هذا كنت كل يوم أزداد عمي و أزداد فقراً.
يا كل عميان الأرض أبشروا. نور أشرق في الظلمة. هو مسيح العالم. نور العالم يناديكم ليشفي الفكر و القلب و ينير الكيان كله. سبحوه لأنه مسيح العميان حتي يبصروا.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏نص مفاده '‏العميان مسيح Oliver The Writer‏'‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق