الجائحة


بعد الكثير و الكثير من التزام الصمت اثر استيعاب ما يحدث في العالم .فبين ليلة و ضحاها اصبح المطلب الذي لا يختلف علية الجميع هو عدم الاصابة بهذا الفيروس اللعين. تلاشت احلام تحقيق الذات ,الغنى او السفر. رغبة  معظم  الاشخاص حول العالم اليوم هي المكوث في المنزل في امان!!! لا اصدق حتى انني اكتب هذه السطور!!!
بغض النظر عن اسباب نشأة الفيروس او كيفية انتشاره ,لقد نجح هذا الفيروس حول العالم في ما قد يخفق فيه جهاز كشف الكذب, لقد  قام بتعرية الانسان حول العالم, فاخذ يتصرف على طبيعته بشعور الفطرة داخلة. لقد تباينت الاتجاهات حتى في نفس البقعة على الخريطة ,فالبعض تصرف بإيثار و عزة و ابقى لأخوته في الانسانية بعض البضائع, آخرون مارسوا الانانية بجدارة و ازالوا رفوفا  بأكملها و استحوذوا على ادوية و سلع غذائية على الارجح لن يستطيعوا استخدامها جميعا!!!
و فضح الانسان الذي كان يطلب الرحمة للحيوان ,فلم يتمكن من تقديمها لقريبه من لحمه و دمه !!! حتى الان تجد من يتاجرون بآلام غيرهم او من منهم من لا يهتم مطلقا فيكفي ان يكون هو في امان.
الاكثر غرابة على وجه الاطلاق هو ان تغلق مساجد ,كنائس و معابد و اماكن يذكر فيها اسم الله!!! هل لهذه الدرجة قد اساءنا اليه و استخدمنا اسمه باطلا فاصبح لا يريد منا اي صلوات؟؟!! هل اصبحنا نحيا بازدواجية كبيرة فنخدع ,نكذب ,نزور ,نشهد زورا ,نرتكب الكبائر و الصغائر ,فنستخدم اسم الله جل جلاله باطلا!!! اتخيل انه يقول للكثير :كفاكم انتم تذكرون اسمي على الدوام وفي الحقيقة انتم لا تعرفوني حتى!!!
الحقيقة لا اعلم هل نستحق الرحمة ام لا فهذا متروك له و لأنه غفور رحيم سينجي طالبيه في كل زمان و مكان. و لكن اليس هذا زمن التوبة لكل من يؤمن بالحساب سواء كان قريبا او بعيدا. سيأتي يوما .
كن رحيما يا أخي فالأنسان يؤخذ في لحظه ,اصلح اخطائك. لا تكن غليظ القلب فيكون عقابك اشد في النهاية .فالرحمة لمن عمل رحمة. الامان لمن يعطي الامان .اما الرجاء فللجميع اذا رغبت. ولا تنشغل بمن سيدخل الجنة ومن سيمتنع فهذا متروك لله هو سيجازي كل واحد حسب عمله. لا تتحدث عن الله بلسانك و قلبك مبتعد عنه تماما. و كما يقول علماء النفس ان من يتحدث كثيرا عن موضوع ما فهو يفتقر اليه كثيرا .لعل الوقت الان مناسب الان لمحاسبة النفس و الرجوع الى الله قلبا من الداخل وليس امام الناس. فلنتب جميعا من القلب و ليس من الظاهر. و حتى في اكثر الاوقات ظلاما هناك دوما املا ينبت وسط الشوك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق