المسيح و الغصن اليابس ( أحد المفلوج -1- )


Oliver


- في زمن الشفاء يعلمنا إنجيل يوحنا لاهوت الثالوث الأقدس.اللقاءات الفردية لشخص الرب يسوع مع البعض مثل نيقوديموس السامرية المفلوج المولود أعمي أو لعازر كان الهدف منها تقديم تعليماً لاهوتياً يكلل إنجيل يوحنا كتاج علي رأس الملك.لذلك إنفرد يوحنا بسرد بعض المعجزات و اللقاءات من أجل مزيد من تفسير البداية اللاهوتية لهذا الإنجيل مفسراً لنا طبيعة المسيح و علاقته بالآب و الروح القدس.
- جوهر المعجزات السبعة التي إنفرد بها إنجيل يوحنا هو تقديم المسيح مخلصاً للعالم يقترب مع كل معجزة خطوة أكبر نحو الصليب.بدءاً من تحويل الماء إلي خمر و ختاماً بإقامة لعازر.ليعطنا الرب أن نفهم خلاص المسيح و لاهوته المكنون في معجزة شفاء المفلوج منذ ثمانية و ثلاثين عاماً.
- توقيت المعجزة هو أحد أعياد اليهود؟ لا نعرف أي عيد هو.لقد إنفصل المسيح عن العيد اليهودي لكي يؤسس العيد الإلهي.لذا لم يذكر يوحنا الحبيب أي عيد كان.فالعيد الحقيقي بدأ علي الصليب.لذا أعياد اليهود الحقيقية هي في قبول المسيح رباً و مخلصاً.لأن علي كتفيه تأسس عيد خلاص البشرية,
- لماذا إختار الرب يسوع أصعب حالة مرضية ليشفيها لماذا هذا المفلوج تحديداً و ما سر عباراته التي خاطبه بها؟ لأنه في الأصل إختار أصعب شعب عنيد غليظ الرقبة لكي يجعله شعب الله.رعاهم بذراع مقتدرة و بالأعاجيب خاطب قلوبهم ليتبعوه أما هم فعاندوه. لذا متي أردنا أن نفهم كلمة الرب بعمق نضع في قلبنا أنه لا يخاطب مفلوجاً واحداً بل  يخاطب شعب إسرائيل بأكمله الغضن اليابس المفلوج من أخمص القدم إلي هامة الرأس.تيبس مع الطقوس, تجمد بتعاليم الفريسيين .عبد بالحرف لا بالروح. تاه عن رب السبت.كان شفاء المفلوج رجاءاً لكل شعب إسرائيل و تصحيحاً لتعاليم الناس عن رب السبت.ليجعل الرب هذه المعجزة تتكرر مع كل شعب و كل مفلوج بالروح و الجسد و يحله من يبوسة القلب و تحجره.
- دخل المسيح من باب الضأن.أحد أبواب أورشليم المؤدية إلي الهيكل.الباب المخصص لدخول الذبائح وحدها لذلك سمي بالضأن أي باب الخراف.يقودنا دخوله من هذا الباب إلي قوله تبارك إسمه أنا هو باب الخراف.فإذا دخل الحمل من باب الخراف فإعلم أن الذبح قريب.
- كانت بِركة بيت حسدا ذات الممرات الخمسة تتسع لجميع المرضي.خمسة أروقة علي عدد خمسة أسفار الناموس.كانت الشريعة للرحمة و شعب الرحمة فقد الرحمة . تعاليم الفريسيين سدت أروقة الشريعة الخمسة فبقي جمهوراً كثيراً يتخبطون في أروقة الناموس عاجزين قدامه لا يتحركون نحو وصاياه.ليس لهم إنسان يلقيهم في بحر الناموس العميق.أما في زمن النعمة فإن مسيحنا هو بيت حسدا بذاته أقنوم الرحمة والخلاص. للجميع في المسيح ميراث إن آمنوا به و أطاعوا الإنجيل.في  المسيح بيت الرحمة نبقي ليس ثمانية و ثلاثون عاماً بل إلي الأبد.لا في إنتظار ملاك يحرك المياه كما كان قديماً لكن في إنتظار مجئ  مخلصنا الرب يسوع الوسيط الذي يتقدمنا في الدينونة قدام أبيه الصالح.
- كان بيت الرحمة اليهودي ملئ بالأنانية.لا أحد يساعد أحداً.يظن كل واحد أن شفاءه يتحقق بالتزاحم بالتدافع بالمغالبة فصار البعض يشفي جسدياً القلب يزداد قساوة بأنانيته.بيت حسدا اليهودي خال من الرحمة و المحبة,صار مستنقعاً راكداً للأنا المريضة.المطروحين بالناموس يتزايدون المرضي يتضاعفون و الشفاء قد يحدث لواحد لعله نبياً أو باراً مستثني من كل جيل.كان مجئ الملاك  الخاطف إختباراً للسرعة في الإرتماء في الماء حتي لو تسبب في الغرق.لكنه كان مؤشراً لمجئ سيدوم في حياتنا بتجسد إبن الله.على أطراف البركة كل يوم يتحسر الفاشلون في السباق.يندبون فوات الفرصة.كانت بِركة بيت حسدا تجسيماً لقساوة إسرائيل و صورة من أوبئة الخطية و برهاناً علي أنانية البشر فلا خلاص بالأنانية بل بالمحبة.
-جاء الرب يسوع يسأل كل إسرائيل.كل من تجمد في أخطاءه.كل من تقسي في خطاياه.أتريد أن تبرأ؟ لم يكن السؤال للمفلوج وحده.لم ينته السؤال بعد بل ما زال مطروحاً.أتريد أن تبرأ يا كل إنسان و يا كل شعب و يا كل أمة؟ إذا كان من يسألك هو المسيح فلا تتشكك في شفاءك.فمن يسأل هو بذاته من لا مستحيل عنده.جاء الكرمة إلي الغصن اليابس و قام بتطعيم الأمم الغريبة في أصل الكرمة و صارت فرصة للأغصان اليابسة أن تزهر فعصارة الروح الحي نشطة و القلوب تلتهب متي إستجابت فيا كل غصن يابس أطلب دهن المسحة المقدسة فتترطب و تلين القساوة.أطلب روح الله الناري ليحرق كل زيف و يذيب الحجر.
- من لا يعرف المسيح سوف يجيب إجابات متعثرة عن السؤال.سيتكلم عن الظروف التي يعيشها؟عن أعذاراً تمنعه من قبول المسيح رباً.سيشرح صعوبة الركض نحو الشفاء وأنانية الناس و تقصير الآخرين ؟ و أنه المفلوج بينما الإجابة الصحيحة هى :نعم يا سيد أريد أن أبرأ.لماذا نسي المفلوج نفسه و تاه في تفاصيل لا تقود إلي الخلاص؟هو عيب قديم ورثناه مع الخطية الأولي.المسيح يعرفه و لأنه جاء يدفع ثمنه و يداوينا فقد تجاهل الإجابة الخاطئة للمفلوج لأنه العارف كم صرنا بالخطية مشوشين لا نر المسيح و لو وقف قدامنا تماماً.العالم قدامنا مثل بيت حسدا فوضي و هرج ثم بعدها صرخات المتشنجين و نواح الفاشلين فكيف نراه؟
- إذا لم يكن للشفاء إرادة فللشفاء حاجة أقوي من الإرادة.الرب بعدما لم يجد في المفلوج إرادة نظر لحاجته فشفاه.معطياً لمن لا إرادة له أن ينطرح من أجل حاجته ليبرأ.لهذا ما أن نطق الرب يسوع للمفلوج كلمة : قُم.دبت قوة قيامة في جسد المفلوج.تلملمت الأعصاب المتهرأة و العضلات المتيبسة و العظام الهشة و ذابت قرح الرقود الطويل و إسترد الجلد نضارته و عاد الشباب لرجل ظن أنه مخلوق للموت.قم إحمل سريرك لكي إذا ما رفعت سريرك عالياً تتأكد أن كل أعصاب و عضلات الجسد عادت سليمة و يراك الناس فيمجدوا أبانا الذي في السموات.فيا كل مفلوج إذا قمت لا تنس أن تلملم سريرك ترفعه عالياً شاهداً لشفاء المسيح.لا تنس أنه جاء خصيصاً ليقول لك قم لأنه من قيامته نقوم جميعنا.
- للموضوع بقية بنعمة الله