الحمال الجزء الأخير

 


نادى حنا يكتب: 

عاش لؤى  مع والدته .

ذاق طعم الحياة .

حنان الأم الذى حرمه منه الزمن  ، يعود إليه من جديد .

ابتسمت له الحياة  ،  فقد والده ، ولكنه أحس بالسعادة لعدم وجود مثل هذا الرجل المحب لذاته  ،  التافه  بجواره ، رغم أنه طبيب مشهور .

إلا أن  لؤى  لم يتمنى أن يتعلم من صفاته شئ .

فى بعض الأوقات  ، كانت  الأم  تتمنى وجود شخص ما يتحمل معها المسؤلية .

وكانت تجد فى لؤى  ، الإبن الذى يمكنها الإعتماد عليه .

التفوق الدائم ، وحصوله على المراكز المتقدمة دائماً ، جعل منه  شخصية مقربة من الجميع  .

بين الحين والآخر ، تنطلق الدكتورة سمر ، فى  دهاليز الزمن ، تسترجع شريط الذكريات  .

السيدة التى كانت تحتضن ابنى ،  كانت تدعى  سعدية الشوافة  . 

فمن تكون تلك الشوافة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كانت دائما تغوص بالذكريات .

تذكرت ذات مرة  . كان الدكتور علي ،  قد  ترك خطاباً على مكتبه   . 

مكتوباً ،  أبى لقد بلغت السادسة عشر  من عمرى ، والدتى ملقاة على رصيف القطار ، تتسول من المسافرين لتاكل ، بينما كل الأموال التى ورثتها عن والدها ، لازالت بحوزتك .

من فضلك أعطها شيئاً ، من  أموالها لتعيش عيشة كريمة .

وعندما سألت الدكتور علي ، قال أنه إبن أحد أصدقاؤه .

لكن الدكتورة سمر ، ماعادت تثق بكلامه .  من يحب  المال ، بهذا الشكل ، يمكنه فعل أبشع الجرائم من أجله .

دخلت حجرة  نوم لؤى .

أيقظته  .

كانت الساعة قاربت  الثانية بعد منتصف الليل .

تعجب لؤى ، إنها المرة الأولى  ، التى تدخل عليه والدته بهذا الشكل ، 

ماذا حدث يا أمى ؟؟؟؟

كلمنى عن سعدية الشوافة ، التى وجدتك بالمحطة ، 

أمى انها  توفت منذ سنوات كثيرة .

ألا تريد أن تتذكرها ؟؟؟؟؟

أمى .

كيف اتذكرها وأنا لم أنساها أبداً .

أتريد أن يرجع إليها حقها المسلوب  ؟؟؟؟؟

ومن الذى سلب حقها ، وسوف أعلمه الأدب .

كيف يسلب حق سيدة فقيرة ، ةيلقى بها بهذا الشكل المهين  ؟؟؟؟؟؟؟.

هل كان لها أغراض بالمحطة ؟

نعم ..

أين توجد تلك الأغراض ؟؟؟؟؟؟

عند الأستاذ عادل  .

من هو الأستاذ عادل ؟؟؟؟

إنه موظف بشباك  التذاكر  ....

نذهب إليه فى الصباح ، ونبحث عن أغراضها ، 

وقع لؤى على عنق والدته  ، وبكى ، كنت  دائماً  أريد ذلك ، ولكن كنت أخشى  عليك وعلى مشاعرك .

 إذاً فلنذهب  صباحاً  ، ثم نظرت إلى ساعتها ، فوجدتها قاربت السادسة صباحاً  .

طلبت من لؤى أن يرتدى ملابسه  ، ليتناولوا الإفطار بأحد المطاعم  ،  ثم ينطلقون إلى الأستاذ عادل .

وصلا ،  معاً ، إلى شباك التذاكر .

نظر إليه الأستاذ عادل .

ماذا تريد يا أستاذ  ؟؟؟؟

وقف لؤى صامتاً . 

مرت سنوات لم يتقابلان  .

ألم تتذكرنى يا أستاذ عادل ؟؟؟؟؟؟

ألم تتذكر سعيد ؟؟؟؟؟؟

إنطلق عادل مثل البرق  ليحتضن سعيد .

أين اختفيت ؟؟؟؟

جاء شاب يكبرك  ببضع سنوات ،  وسأل عن سعديه الشوفة الله يرحمها  ، قال  أنها  والدته وترك لك ، بعض المال  ، وعنوانه  ، وطلب أن أبلغك  بأنه  ينتظرك ، عندما أراك .

شكراً  ، ولكنى أسأل عن متعلقات  أمى سعدية .

متأسف يا أستاذ عادل ، نسيت ان أقول لك بأننى وجدت  والدتى الحقيقة ، وهى الدكتورة سمر  .

سلمت الدكتورة على الأستاذ عادل  .

أبلغته إهتمامها الكبير  ، على كل شئ قدمه لابنها لؤى .

طلبت منه ، متعلقات  السيدة  سعدية الشوافة ، الله يرحمها .

فتح باب خزينة صغيرة  . 

أخرج منه  كيساً بلاستيكياً أسود اللون ، وأعطاة ليد لؤى .

شكره لؤى وكذلك  والدته ثم انصرفوا  .

كان كل منهما يسابق الزمن  ، ليروا ماذا تخبئه تلك الحقيبة  عن تلك السيدة الفاضلة ، رحمة الله عليها ،

إنه وساماً  من كلية الصيدلة جامعة القاهرة .

الأولى على دفعتها .

صورة من قرار تعيينها  .

صور  من أوراق تؤكد بأنها من أُسرة فاحشة  الثراء .

صورة عقد زواجها .......

وهنا حدثت المفاجأة  .

كانت متزوجة من الدكتور علي .

ورقة  ، وصل أمانه  بمبلغ  ثلاثة ملايين دولار ،  استدان  منها الدكتور علي ، لإنشاء المستشفى الخاصة به   ، وشراء الأجهزة .

مستند يؤكد توقيع الدكتور علي ، فى أوراق يتهم زوجته بمرض  عقلى  خطير ، بسببه تم فصلها من الجامعة ، وقام بطلاقها  وإلقائها بالشارع  .

قامت بوضع كل الاوراق بحقيبتها ، وإنطلقت إلى الإسكندرية  ، لتبحث عن الخطاب ، وكل شيء يمكنه أن يقودها للحقيقة .

ثم بدأت تبحث عن  الابن الآخر للدكتور على ، حتى وجدته .

أخبرته بكل شيء .

قرر رفع دعوة  قضائية  ، ضد والده  ، لابد أن  تعود كرامة والدته السيدة سعدية الشوافة .

إستمر تفوق لؤى ، حتى تخرج من كليه الطب  ، متفوقاً

كانت بانتظاره   مفاجأة  كبرى  .

عيادة مجهزة  ، إشترك فى ترتيبها وتجهيزها  .

والدته وأخيه سمير  علي .

وقدمت له والدته ، عقد ملكية ، لقطعة أرض فضاء  لاستكمال حلمه ، ببناء داراً يجمع فيه  الأطفال الذين بلا مأوى .

أثناء   قيامهم بذلك .

حضر المحامى .

توقف بسيارته   ،  بجوار المستشفى ،  هو من قام بإستخراج  التراخيص اللازمة  .

الف  مبروك يا استاذ سمير .

صدر اليوم الحكم النهائى  بكامل حقوقك  .

وتم فصل الدكتور على من نقابة الأطباء  .

وتم الحكم عليه   بالسجن  لتزوير أوراق   .

إجتمع  لؤى  وسمير  والدكتورة سمر  .

عائلة  جميلة متحابة .

تحققت كل احلام الأسرة  .

وهاكذا  انتهت سباعية 

  (  الحمال  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق