المسيح إعتمد و خلصنا

 


اوليفر يكتب :


- بين المسيح رب المجد و المعمدان لقاءات قليلة.لكن اللحظات التي دامت بينهما إمتد أثرها إلى جميع الأجيال.رقص يوحنا مبتهجاً في بطن أمه قدام المسيح الجنين في بطن العذراء لكن حينما بدأت خدمتهما طأطأ يوحنا ذاته قدام الإبن و أحني الكلمة رأسه ليعتمد خاضعاً للناموس.أسرار تتوالى من لقاء الأجنة إلى لقاء الكبار يوم معمودية رب المجد عيد الإبيفانيا أى الإعلان الإلهى من فوق. 

- روحاً نارياً.,أى ملابس خدمة بلا روح لا تصنع أثراً مهما تنسك أصحابها أو تعاظمت درجاتهم.يوحنا الصوت  الصارخ فى البرية وقف  قدام المسيح الكلمة  فى جسم البشرية.الصوت قدام الكلمة.الصوت صارخ و الكلمة يحنى رأسه.الصوت يوبخ الشعب و الكلمة الذى بلا خطية يعتمد لأجلها يتقدم فى سكون.الصوت يعترف بإنسحاق و الكلمة يطلب بإتضاع.الصوت ملتهب بأمانة إعداد الشعب للمسيح و المسيح جاء يتسلم الشعب و يعتمد عنا و أيضاً يكافئ يوحنا بالمعمودية.

- المعمودية مزيج بين الماء و النار.لا يمكن أن يجتمعا معاً إلا في المعمودية.فى الأردن لا يتلاشي الماء بالنار و لا تنطفئ النار من الماء.فالعمل إلهى و المعمودية و إن كانت تحدث على الأرض إلا أن الفاعل هو الثالوث القدوس فى السماء و فى المعمودية كذلك.الماء هو الوسط الذى يحل فيه الروح القدس ينبوع الماء الحى.القلب هو الوسط الذى تحل فيه النار أى عمل الروح فى القلوب.سكني الروح سلام و برودة كالماء لكن في القلب فإن عمل الروح جبار كاللهيب.يأكل الخطية و يحرك أطراف النفس المفلوجة.يقيم الإنسان من الموت إلى الحياة.يحدث هذا في المعمودية مرة و تستمر بنفس مفعولها إلى الأبد.

- الإعلان فى سفر التكوين عن الثالوث موجوداً لكنه غامض فى العهد القديم.يحتاج إلى وعى خاص بالكتب.أما إعلان الثالوث القدوس فى نهر الأردن فقد تم بوضوح و بساطة و قوة جعلت معرفة الثالوث متاحة للكبار و الصغار دون شرح  كثير.يتعمق فيها اللاهوتيون و يتأمل فيه البسطاء.الإعلان السماوى واضح كالصليب لأن المسيح جاء ليؤسس مملكته في كل البشر بإختلاف درجاتهم فلا تكن حجة عند أحد ألا يؤمن و يعتمد فيكون مع المسيح ذاك أفضل جدا.ً

- هذا الإعلان للأقانيم الثلاثة معاً يكفى لدحض جميع الهرطقات عن لاهوت كل أقنوم.الآب يشهد للمسيح أنه إبنه الوحيد الحبيب فيكون قد شهد لنفسه أنه الآب و أن المسيح الإبن.المرة الأولى الذى يسمع فيه الجميع صوت الآب الذى ظهر بصوته المقدس. الروح القدس مرئى فى هيئة جسمية لأول مرة و هو يحل قدام الجميع على رأس المسيح فور صعوده من الماء ليؤكد لنا لاهوته.المسيح إبن الله يظهر قدام الشعب لأول مرة كحمل الله رافع خطية العالم كله مشهود له من الآب و الروح القدس و من يوحنا الصابغ المعمدان .كل أقنوم ظهر كل حسب طبيعته . معمودية المسيح شرح مبسط لكل أقنوم على حدة و كذلك لوحدة الأقانيم فى الثالوث المقدس الإله الواحد.

- حلول الروح القدس على المسيح فى نهر الأردن لم يجعله إلهاً.فهو الإله منذ البدء.الأقنوم لا يصنع أقنوماً لأن الأقنوم المصنوع لا يمكن أن يكون إلهاً.كان حلول الروح على المسيح شهادة إلهية فى حقه.أقنوم يشهد لأقنوم.الأقانيم تشترك معاً فى خلاصنا كما إشتركت فى خلقتنا منذ البدء.هكذا حلول الروح القدس علينا فى المعمودية لا يمنحنا الطبيعة اللاهوتية.لكن يمنحنا الشركة في الطبيعة الإلهية.

 - معمودية المسيح أساس خلاصنا و شهادة من الأقانيم تؤكد كمال المسيح مخلصنا.لا يمكن أن نستوعب خلاصنا إن لم ننطلق من معمودية المسيح عنا.المسيح إعتمد فى الأردن لنر وثيقة إلهية تشهد بلاهوته ثم بذل نفسه فوق الجلجثة ليقدم لنا شهادة خلاصنا بلاهوته و ناسوته. 

- تعليم المسيح للبشرية كان كثيراً ما يعود بنا إلى معموديته مت17: 1 و 13 مت21 :25مر11: 30كانت شهادة الأقانيم و كذلك يوحنا المعمدان نقطة رئيسية إنطلق منها المسيح  ليؤكد صدق تعاليمه.يو5: 33-35 حتى حين كان يختلى كان يفضل نفس مكان معموديته يو10: 40.كذلك حين بدأ يختار تلاميذه إختارضمنهم بعضاً من تلاميذ يوحنا المعمدان لو7:  19و22.لو11: 1.لأنهم عاينوا معموديته حين كانوا ملاصقين ليوحنا المعمدان.إن نقطة البدء التى منها نعيش الأبدية هى المعمودية. لهذا نخاطبه كيوحنا قائلين أنا محتاج أن أعتمد منك.كل لحظة يعمل فينا روح الله هى تجديد للمعمودية الواحدة غير المتكررة على مثال معمودية المسيح له المجد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق