نادي حنا يكتب:
حامد أبو شفة
شاب بسيط .
لديكه بعض العيوب الخلقية ، التى يجعل التواصل بينه وبين باقى الناس يشوبه شئ من الصعوبة .
يتمتع بقدر من الذكاء ، يساعده على التكيف مع وضعه الحالى ، دون تذمر .
يعمل بالأجر اليومى ، لدى سكان القرية .
كان الأجر بسيط ، لكنه كان راضياً ، وشاكرا على ذلك .
كان جاداً ، لا يتحدث عن أحد بسوء .
محبوباً من الجميع ، لحسن خلقه ، وشعوره بالرضا .
يملك حجره ، يستريح فيها بعد عناء يوم طويل .
يشترى ما تيسر من الطعام ، حسب مقدرته المادية .
فى الصيف يجلس أمام ، باب حجرته لتناول طعامه .
وكانت جارته ، سعديه تقوم بإعطائه كأساً من الشاى ، عقب تناوله العشاء .
إذا انتبهت لوجوده ، فهى الأخرى تعمل طول النهار ، وغالباً كانت تنام فور وصولها إلى بيتها مباشرة .
حامد لم يتزوج ، وكان راضياً ، ويعلم أنه لا يستطيع الزواج ، أو الإنفاق على الأولاد .
هل ستستمر حياة حامد هكذا ؟؟؟
هل ستحدث له مفاجئات فى حياته ؟؟؟؟
ماذا تعمل سعديه ؟؟؟
هل يخبئ لهما القدر شيئاً ؟؟؟؟
الجزء الثانى
سعديه صابر
هى فتاة من عائلة عريقة بالقرية ، وهذه العائلة تضم اغنياء القرية ، وهى مصابة بشلل الأطفال بقدمها اليسرى .
والد سعدية .
الحاج صابر ، كان رجلاً ثرى جداً .
أُصيب بمرض عُضال .
وابنه على الأخ الأصغر لسعديه .
قام الحاج صابر ببيع كل ممتلكاته ، وانفق جميعها ، لعلاج ابنه وابنته قبل ان يهاجمه المرض .
لم يتبقى لديه شئ ، سوى منزله الذى يعيش فيه .
وهو منزل ، تظهر به معالم الثراء .
توفى الحاج صابر وابنه ، وكان زوجته قد توفت اثناء ولادة الابن الأصغر منذ خمسة عشر عاماً .
لم يتبقى على قيد الحياة من هذه الأسرة غير سعديه .
تلك الفتاة التى تعانى من الإعاقة ، بلا أى دخل .
انهالت عروض الزواج عليها ، من شباب القرية ، طمعاً فى المنزل الذى يساوى الملايين .
رفضت سعديه الزواج من هؤلاء الطامعين .
ماذا تفعل لتعيش ، فليس لديها اى مصدر من مصادر الدخل ؟؟
لم تجد أمامها إلا جارها الفقير الذى يسكن بجوار منزلها ، والذى لم ينظر إلى وجهها يوماً .
جاء حامد كالعادة إلى حجرته المتواضعة ، كان الجو حار ، فى الصيف .
ممسكاً كيس بلاستيكي بيده اليمنى ، افترش الأكمنة اذا ليس لديه ما يجلس عليه .
فتح الكيس ، أخرج منه الأكل الذى أحضره للعشاء .
سعديه لم تتناول أى طعام منذ البارحة .
مساء الخير يا اخى حامد .
مساء الخير اختى سعديه .
اصر حامد ان تجلس سعديه وتتناول معه العشاء ، جلست سعديه ، تناولت العشاء ، استأذنت لتعد كوبين من الشاى .
اشار حامد إليها بالجلوس ، دخل غرفته الوحيدة ، اخرج بعضاً من الشاى والسكر ، ومعه بعض الأخشاب ، لإشعال النار لعمل الشاى .
بعد الإنتهاء .
بدأت سعديه بالحديث .
أخى حامد .
ماذا تريدين ؟؟؟
أريد أن تبحث لى عن عمل !!!!
أنا أبحث لكى عن عمل ؟؟؟
نعم .
وماذا أفعل مع أهلك ؟؟؟؟؟
سيمزقون جسدى !!!!!
لا تقلق ، فقد ذهبت إليهم جميعاً ، ولم يوافق أى منهم على مساعدتى .
جميعهم طلبوا ان يأخذوا منزلى الذى تركه لى والدى ، مقابل بعض المال ، غير عابئين بحياتى .
هل يمكننى أن أقول رأى ؟؟؟؟
تفضل .
يمكن أن بيع المنزل ، وشراء منزل أقل ، ثم بفارق السعر
يمكن عمل مشروع .
أنا أحترم رأيك يا أخى ، ولكن لا يمكن بيع منزل أبى .
إذاً سوف أفكر فى عمل ، يمكن أن يحقق بعض الربح ، ولن تحتاجين لمساعدة أحد .
فى اليوم التالى تكرر ما حدث بالأمس .
ولكن هذه المرة ، كانت بطعم الإلفة والراحة النفسية .
بها شيئاً من المودة .
قال حامد .
أختى سعدية .
نعم .
لقد فكرت بعمل ، لكن أحس بالإحراج فى الحديث .
تحدث ياحامد .
ما هو العمل ؟؟؟؟؟
فكرت بان يتم عمل بعض المشروبات الساخنة من الشاى والقهوة وهكذا ...
أمام منزلك ، والمكان مناسب .
إنها فكرة رائعة يا أخى .
أشكرك ..
غمرت الفرحة وجه حامد ، طلب منها الإنتظار قليلاً ..
دخل حجرته وأخرج منها بعض الأدوات والأكياس التى تحتوى على أشياء مطلوبة فى هذا العمل .
أعطاه كل شئ أخرجه وطلب منها أن تبدأ فى الصباح .
قدمت له الشكر كثيراً جداً ..
وبدأت بالفعل عملها فى صباح اليوم التالى ، وأصبحت تكسب رزقها من عمل يديها .
ولا يعلم اى منهما بما يحمله القدر ..
ماذا ينتظرهما فى الأيام القادمة ؟؟؟
فى الجزء الثالث ربما يقول القدر شيئاً .
إنتظروا الجزء الثالث قريبا من روايه ( اليتيم )