فاطمه ناعوت تكتب:
عزيزتي مدام حنان،
أعلم يقينًا أنك لا تقصدين الإساءة. ولكن مصطلح (الذمية) له أصل تاريخي لم يعد موجودًا الآن في ظل قوانين الدولة المدنية التي أضحت عليها مصرُ منذ تولى محمد علي حكم مصر.
انظري إلى الصورة المرفقة وتأملي. هل ترين أن عقولا بحجم من ترين في هذه الصورة في (ذمة) حضرتك وحضرتي؟! يعني عقل حضرتك له الولاية على تلك العقول الجبارة من الأطباء والمفكرين وصناع الاقتصاد في بلدك التي تأكلين فيها وتشربين دون أن تقدمي لمصر شيئًا من علم أو دعم أو فكر؟!
هل لجلالتك ولاية على السير مجدي يعقوب الذي انحنى العالم بأسره أمام علمه وخلقه وإنسانيته؟
هل العظيم مكرم عبيد المفكر الاقتصادي ورجل الدولة الخالد، في ذمة حضرتك؟!
هل البروفيسور فتحي فوزي، طبيب العيون الأشهر، الذي يعالج عيون الفقراء فيرد لهم نور البصر دون مقابل ثم يمنحهم ثمن الدواء والطعام، لك عليه ولاية وذمة؟!
هل المفكر الطبيب وسيم السيسي الذي علم أجيالا ما يجهلون من تاريخ المصريات الأعظم، يدخل تحت عباءة ذمة جناب حضرتك؟!
أولئك العظماء من أهرامات مصر، وغيرهم الملايين ممن قدموا لمصر ما لن تجدي الوقت لمجرد قراءته في كتاب، هم أصحاب بلد أصلاء يا عزيزتي الفنانة المعتزلة، التي ظنت أن حسن الإيمان (حجاب) فوق الرأس، بينما حسن الإيمان هو
التهذيب والأخلاق وحسن الإدراك بمن يصنع ومن يستهلك، من يفكر ومن يبلطج، من ينثر على الناس ألماسات العلم وجواهر الخير، ومن لا يعرف كيف يكتب اسمه دون أخطاء ثم يقول أنا الأعلى وهو الأدنى والأفقر.
أولئك العلماء المسيحيون هم اليد العليا بعلمهم وأخلاقهم ووطنيتهم وما يقدمون للناس من فضل وخير وإحسان. ومن يستفيدون من علمهم مثلك ومثلي ومثل ملايين المصريين من فقراء مصر، فإنما يجب علينا أن نعرف قدرهم ونحني الجباه أمام علمهم وفضلهم.
العزيزة حنان ترك، أدعوك أن تقرأي شيئا من تاريخ بلدك، وأن تقرأي شيئا عن معنى (الذمية) تاريخيا وعن معنى (المواطنة) في كل دساتير العالم، وأن تقرأي دستور مصر، وأن تقرأي كتاب الأخلاق، ثم اقرأي شيئا من تاريخ وسيرة هؤلاء يا صاحبة الذمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق