اولفر يكتب :
-الآب أحب العالم كله.القليلين و الكثيرين.كل أجناس البشر و ألوانها و أعمارها و أماكنها و ظروفها.الحب للجميع و الخلاص للجميع .البعيدين و القريبين.فلما سأل واحد من الجمع أقليلون هم الذين يخلصون لم يحدد المسيح عدداً أو جنساً أو شعباً .بل للجميع قال إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق .- الباب هو المسيح و ضيقته هى الصليب.فالباب الضيق شركة آلام المسيح.لنقف الآن قدام هذا الباب و نقرع فسيفتح لنا رب البيت و يأخذنا في حضنه لأنه مشتاق لخلاصنا أكثر مما نشتاقه لأنفسنا.
- ليس هباءاً شبه الرب نفسه بالدجاجة التي تجمع فراخها.فراخ الدجاج كثيرة ة كل يوم مخلوق جديد ير النور.تنكسر القشرة و يخرج فرخ متكل على من أوجده.هكذا خلاص المسيح يلد المفديين كل يوم.روح الله يزيح القشور من العيون كل يوم.لأن المفديين كثيرون من كل نوع.و كما يحب الثعلب سلب بيض الدجاجة هكذا قيل عن هيرودس الثعلب رمز إبليس الخاطف اللص كي نحتاط منه.
- كان جميع الشعب يبكر إليه فى الهيكل.فلنبكر إليه نحن أيضاً قبل أن تمض أيامنا المتلهفة على نهايتها.
- الخلاص مهمة المسيح و إقتناء الخلاص مهمتنا.المخلص ليس فقط ينجينا من فخ الصياد الذى إنشبكت أقدامنا فيه بل ينجينا حتي من كل كلمة مقلقة.لأنه كما هو راعي الأجساد هو بعينه مخلص النفوس.
- مع أن إشعياء بالوحي يذكر أن الرب أبقي بقية صغيرة له لكن هذه البقية الصغيرة كانت كافية لإتمام خلاص العالم.فمن هذه البقية صار الأنبياء و الأبرار ثم جيل العذراء و المعمدان هؤلاء الذين تأهلوا لمجئ المسيح و تجسده و هيئوا الطريق قدامه.فليست العبرة بالأعداد بل بأمانة هذه البقية الصغيرة.
- كان العالم ظلمة.و أشرق فيه نور الحياة يسوعنا الحبيب.لم تقدر الظلمة على النور.غلب نوره المسكونة.تجلى لكل من أراد الحياة.صار الخائفون له شهودٌ لما منحهم حمايته بالصليب.الشعوب الغريبة تذكر إسمه.صور و صيدا و أرض الحبشة.يذكره الملوك و العبيد.الأغنياء يعرفون موته و الفقراء يتسندون على قيامته.إسأل نفسك هل أنت من هؤلاء قبل أن تسأل هل يخلص قليلون أم كثيرون.لأنه ماذا ينفعنا عدد الذين يخلصوا إن لم نكن ضمنهم.و ماذا نربح من معرفة الخاسرين إذا لم نكن من الرابحين للمسيح.
- لما سأل التلاميذ المعلم عن علامات مجيئه أجابهم عن مبتدأ الأوجاع و خراب أورشليم لكي يعلموا أنه العارف بكل شيء و يتهيئوا للضيقات و للملكوت معاً.أيضاً ليستعد الذين فى ذاك الجيل لما سيأتى عليهم فهذا أنفع لهم من معرفة الأمور الأبعد من ذلك.المسيح يهيئنا لما سنواجهه في حياتنا القصيرة لأن هذا هو الأصلح لخلاصنا أما الذين سيعيشون للجيل الأخير فلهؤلاء عمل من المسيح يخصهم.
- مع أن شرور الناس على الأرض كثرت إلا إن خلاص المسيح أكثر.مراحمه أعظم من خطية العالم كله.قطرة من دمه دواء شاف للجميع.موته يكفي لحياة الكل.خلاصه مجانى .محبته بلا شروط حتى تتولد محبة مقابلها. محبة الثالوث الوفيرة تكفى و تزيد وحضنه يتسع لكل نفس .أمانته تستر خيبتنا و وعوده لكل من يقبله مفرحة.فلا تشغلنا خطايا الأرض التي فينا عن المحبة التي فيه.لنطرح كل ثقل مهما عظم.فالمسيح فيه كل البركات.وقتها سنعلم أن الذين يخلصون كثيرون.لها ليصعد المبشرون على جبل صهيون المرتفع و يرفعون أصوات البشارة بالخلاص لكي يسمع السامعون و يحيون.
- لم يكن فضل لمن أخذ خمسة وزنات و لا الذى أخذ وزنتين و لا الذى أخذ وزنة.المسيح الإنسان المسافر إلى ملكوته سيأت و يطلب الربح و لا يحاسب على عدد الوزنات بل أمانتنا فيها.فليس بالعدد نخلص بل بالأمانة مع المسيح .لهذا لا يشغلنا أعداد من مع أو من ضد المسيح بل يشغلنا خلاصنا نحن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق