اوليفر يكتب
-المسيح تجسد فصار اللقاء أبدياً بإتحاد لاهوته مع جسم بشريتنا.اللقاء مع المسيح ثمرة خطته المتقنة فى حياتنا لأنه يجيد إختيار الزمان و المكان و الظروف .لذلك شرحت آية واحدة كل هذا يو4: 6.فى لقاءه مع السامرية.المكان: بئر يعقوب, الزمان: الساعة السادسة , الظروف : المسيح متعب و عطشان أو فلنقل مشتاق لخلاصنا.كان اللقاء الساعة السادسة نفس توقيت الصلب .قابل السامرية بنفس مشاعر الصلب. متعب من ثقل ذنوبنا و عطشان إلى خلاصنا فاتحاً ذراعيه مشتاقاً لإحتضاننا مصالحاً الكل بدم صليبه.و في المسيح إلتقينا بالآب راضياً وتصالحنا.
- بئر يعقوب ضمن أرض الحقل الذى إشتراه من بنى حمور تك33. فلما إغتصبها الأموريون حاربهم يعقوب معرضاً نفسه للموت كي يستردها ثم بعد ذلك وهبها هدية مجانية لإبنه المتغرب يوسف تك48: 21و22.ألا يرمز هذا لما فعله رب المجد بصلبه عنا ليسترد لنا ميراثاً أبدياً إشتراه بتعرضه للموت ثم وهبه لنا مجاناً إذ صرنا له أبناء مدللين بعدما كنا عنه متغربين.المسيح يعقوبنا و نحن يوسف.ما زال المسيح جالساً عند بئر يعقوب ليريج التعابي و يروى العطاشى .من ليس عنده طيباً يسكبه فليأت بالجرة ليكسرها لأن الله لا يرذل القلب المنكسر.لا يهم أن يملأ الجرة فالملء عنده أبعد من أشواقك.سيملأك و تكون أنت الجرة الجديدة لينبوع الحياة.
-حين تجلس النفس مع المسيح تنكشف دواخلها. قد تبدأ بالتعجب من معرفة المسيح لكل أسرارها فتتأهل لترى ما هو أعظم كما فعل مع نثنائيل يو1: 48.قد تأت متخفية فى ثوب المعرفة كنيقوديموس فتعرف جهالتها و تبدأ من جديد.يو3: 10 قد يكون اللقاء و النفس فى مهانة ذل الخطية كالمرأة التي ضبطت لكن المسيح يخلصها من يد إبليس و من أياد الذين يطلبون رجمها. يو8: 10 قد تتملص النفس و تراوغ ثم تستسلم كالسامرية و تخضع فيرويها المسيح و يصنع بها عجباً.قد تنكر حالها فى الأول ثم تعترف بالحق كله كاللص على الصليب.
- المسيح يطوع كل أحوالنا لنلتقى به فنخلص.يقابل السائرين بلا مرشد كما فعل مع تلميذى عمواس فتكون الثمرة إنفتاح القلب و الحواس الروحية. يقابل الواقفين بين الحشود بلا هوية كالمرأة نازفة الدم لو8 و زكا العشار فتكون الثمرة أن تصبح لنا قيمة شخصية فى المسيح يسوع.يقابل الراقدين (فى غفلة) كما فعل مع عذراء النشيد فأيقظ قلبها لتتعلم الحياة بالروح لا بالجسد لأنها كانت نائمة جسدياً نش5: 2 تماماً كما أجاب السامرية أن الله يطلب الساجدين بالروح, أو يقابل الراقد على فراش الألم كما فعل مع المفلوج يو5 فيعرف أنه ليس متروكاً و لا منسياً مهما طال الزمن.يقابل التائهين فى البرارى عب11: 38.المسيح يقابل خصوم الكنيسة كما فعل مع شاول و جعل منه ثمرة عظيمة كرسول الأمم.يفرح بلقاء الجميع ويثمر بروحه القدوس. من لا يسع للمسيح فإن المسيح يسعى إليه لعله يتذوق فرح العشرة الأبدية.
-مع كل لقاء مع المسيح نتعلم المزيد و نكتشف عمقاً أعمق.يبدأ اللقاء و ينتظرنا نقبله و نستقبله ليرافقنا كل الأيام.لذا بدأ اللقاء مع السامرية و دام اللقاء حتى صارت له بجملتها.لا أزواج خمسة و لا جرة و لا بئر فالمسيح بالحق يشبع النفس حين ترضى به عريساً.نكتسب بركات لم تكن لنا حتي نبيت فيه و يبيت عندنا.لذلك قابلته السامرية عند البئر ثم قابلها في السامرة و بات هناك.من يقابل المسيح مرة بقلبه فإنه لا يكف عن لقاءه.المسيح ليس ضيفاً يزورنا بل صاحب القلب و صانعه هيكلاً لروحه القدوس.لذلك الذين إكتفوا بمقابلة واحدة خسروا الكثير كالشاب الغنى الذى لاقاه سائلاً ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية فأجابه المسيح بع كل مالك و إتبعني لكنه إكتفي بالسؤال و لم يعتني بالإجابة ,إكتفي بلقاء وحيد و مضى حزيناً.مر 10 فلندرك أن أول لقاء هو دعوة للقاء يليه و آخر و آخر , لنتبع المسيح الذى يجعل الأرض الخربة كجنة عدن و رغم هذا لا ينتهي بل يدوم اللقاء.حياتنا كلها تشتاق اللقاء الأبدي الذى يبدأ و يستمر بلا نهاية.تشتهى أن تنطلق إليه و ينطلق إلينا.