ماجد سوس |
١٨ يونيو ٢٠١٣ وثيقة سرية مسربة من وزير الدفاع الفريق السيسي لوحدات الجيش في كل مكان بمعاملة المواطنين في كل مكان باحترام وحب وبمساعدة المجتمع المدني في الشوارع بتنظيفها ودهانها وكسب ود المواطنين وبث روح الانتماء ومحبة الجيش مع إشعارهم بقوة الجيش وقدرته على حل المشكلات . كما أشارت الوثيقة إلى التأكيد على أن يكون لأفراد القوات المسلحة الثقة المطلقة في قيادتها العامة وفي قدرتها على اتخاذ القرارات المناسبة التي تراعي فيها الله ومصلحة الوطن الأحد ٢٣ يونيو ندوة تثقيفية تنظمها القوات المسلحة بمسرح الجلاء قال فيها الفريق السيسي إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله ، لذا لن نسمح بترويع الشعب وسنتدخل لمنع الاقتتال الداخلي . يومها بعد أن أمهل السيسي كل القوى السياسة هذا الأسبوع قال جملة لم يفهما أحد حينها " الدنيا كلها بتتغير في يوم وليلة" فصفق الحضور طويلاً. في النفس الليلة أصدر حزب الحرية والعدالة بياناً أيد فيه الجيش متصورا أن الجيش معهم . يوم الثلاثاء ٢٥ يونيو مساءاً وصلت معلومات إلى جهاز المخابرات العامة المصرية والأمن الوطني أن الرئيس محمد مرسى قرر عزل وزير الدفاع المصري ورئيس الأركان و٣٤ قيادة عسكرية وإقالة وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني ومدير المخابرات العامة والقبض على ٣٦ إعلامي وقادة جبهة الإنقاذ وشباب تمرد . بعد سماع مهلة الأسبوع اتصل مساعدان لمرسي بقائد الجيش الميداني الثاني، اللواء الركن أحمد وصفي، في منطقة قناة السويس، ليعرضا عليه منصب السيسي إلا أن وصفي أبلغ السيسي فورا بالمكالمة. لذا استدعى محمد مرسي اللواء محمد أحمد زكي قائد الحرس الجمهوري وقال له أنت تابع لرئيس الجمهورية وليس للقوات المسلحة وأنا فقدت ثقتي في قادة الجيش والداخلية وطلب منه أن يساعده في القبض على هؤلاء مع وعده بتعيينه وزيراً للدفاع . أوهمه زكي بالموافقة وقال مرسي له معاتباً، له لقد صرف لك السيد أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية مكافأة شهرية ثلاثون ألف جنيه من قبل وأنت رفضت بلا مبرر وقلت انك لا تقبض أموال الا من الجيش وأنا أرجوك أن تقبل أي مبالغ تصرف لك لأنها منحة لا ترد من الرئيس . في هذه اللحظة قرر اللواء زكي أن يصنع البطولة الحقيقية التي أنقذت مصر وهي أن يشعر محمد مرسي انه معه قلبا وقالبا وإنه سينفذ له كل رغباته وسيقبض على الجميع . كانت الخطة الإخوانية والتي وضعها نكتب الإرشاد هي أن أيلقي مرسي خطابا في اليوم التالي الأربعاء ٢٦ يونيو يقوم بتأجيل ميعاده حتى التاسعة والنصف ويبدأ كلمته وينهيها متأخراً ويدعو كل قادة أفرع القوات المسلحة مع وزير الدفاع ورئيس الأركان ويقوم اللواء زكي بالقبض على الجميع بما فيهم وزير الداخلية أثناء خروجهم من الاجتماع . لم يكن يعلم محمد مرسي أن اللواء محمد زكي قد أخبر الفريق السيسي بكل الحوارات التي دارت بينه وبين مرسي وقادة الإخوان ومن هنا بدأ الخداع الاستراتيجي حتى أن دهاء السيسي جعله يربت على كتف خالد القزاز سكرتير الرئيس مرسي للشئون الخارجية قائلاً:" إحنا محتاجين نحافظ على الراجل ده (مرسي) إحنا محتاجين نحافظ على المشروع الإسلامي" طلب السيسي من اللواء زكي أن يظهر هدوءه وموافقته أمام محمد مرسي لخطته . يوم الأربعاء ٢٦ يونيو صباحاً الخامسة فجراً أصدر الفريق السيسي قرارا بنشر قوات الجيش في كل انحاء مصر على أن تنتهي القوات من الانتشار في الثامنة صباحاً . استيقظ محمد مرسي على خبر انتشار الجيش في كل مكان فجن جنونه واتصل بالفريق السيسي وقال له كيف تنشر الجيش دون أوامر مني أريدك أن تأتي إلى القصر الجمهوري الساعة الحادية عشر صباحاً وكذب عليه قائلا أنه يريده حتى يتفق معه على الخطاب الذي سيلقيه ليلا حتى نحل الأزمة الموجودة في البلاد . حضر الفريق السيسي إلى القصر وبقى فيه حتى الواحدة ظهراً في وجود هشام قنديل رئيس الوزراء وتم الاتفاق على النقاط التي سيذكرها الرئيس في خطابه من بينها الإعلان عن انتخابات رئاسية جديدة . مساءا ومع تصور مرسي أن الحرس الجمهوري معه ، استمر في خطته وبدأ خطابه الشهير الطويل المسمى بخطاب الشرعية والذي امتد قرابة الساعتين والنصف ولم يذكر فيه أي مما اتفق عليه مع الجيش ونكث وعده . حضور الفريق السيسي الخطاب وتصفيقه للرئيس أدخل بعض القلق في أعضاء فريق تمرد والي نجح في حشد ملايين المصريين للموافقة على النزول للشوارع يوم ٣٠ يونيو ودخل أيضا القلق في المعارضة وفي جموع الشعب ، الكل تصور أن السيسي لم يعد يقف في صفوفهم. ٣٠ يونيو اليوم العظيم التي خرجت فيه جموع الشعب تطالب مرسي بالرحيل كان مفاجأة للإخوان الذين تصوروا إن خروج الشعب سيكون بالآلاف وليس بالملايين . كان عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية هو حلقة الوصل مع العالم الخارجي وكان على اتصال بأعضاء في مجلس الأمن القومي الأمريكي وكان على اتصال دائم بالسفيرة الأمريكية والتي أبلغته عن تحركات الجيش ولكن الله عماه عن إدراك المشهد جديداً . ١ يوليو صباحاً مرسي يطلب من السيسي الحضور للقصر وأثناء حوارهما معاً أصدرت القوات المسلحة بيانا تمهل فيه الجميع ٤٨ ساعة كفرصة أخيرة وأعلنت أنه بعد هذه المهلة واستنادا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفذها. استلم عصام الحداد البيان ودخل به على مرسي وهو جالسا مع السيسي وقرأه مرسي بصوت عالي ثم أنفعل على السيسي وقام السيسي بتهدأته وإفهامه أن هذا البيان لتهدئة الشعب وأنه سيعيد صياغة البيان مرة أخرى. ١ يوليو مساءا وبعد مكالمة من الرئيس أوباما طالب فيه مرسي بتقديم بعض التنازلات حتى ينقذ البلاد ، طلبت السفيرة الأمريكية مقابلة الحداد والتي أعادت طلب الرئيس أوباما بتقديم تنازلات للمعارضة ولكن حتى هذه اللحظة تصوروا أنهم قادرون على إنهاء الأمر لصالحهم. ٢ يوليو صباحاً السيسي يطلب مقابلة مرسي ليسمع منه قبل انتهاء المهلة المحددة لكن مرسي يعد السيسي بأنه سيقوم بتغيير رئيس الوزارة يخرج السيسي وقد أوهم مرسي أنه موافق . في السادسة مساءا مكالمة تليفونية من اللواء العصار لعصام الحداد يخبر أن الجيش لم يوافق على حلول مرسي للأزمة وأن على مرسي أن يترك الحكم. ٣ يوليو عصام الحداد يتحدث تليفونيا مع الإدارة الأمريكية ثم السفيرة الأمريكية والتي تخبره أن الوقت قد فات والقرار في يد الجيش . الجيش يقوم بقطع الاتصالات الأرضية على مكتب الرئيس والتشويش على التليفونات اللاسلكية . يذهب الرئيس مرسي مع مساعديه إلى دار الحرس الجمهوري لاستخدام ستوديو داخل المبنى لبث خطاب للشعب بعد تسجيل الخطاب الذي لم يبثه الجيش. جلس مرسي ورجاله داخل قاعة في المبنى ليشاهدوا بيان السيسي . دخل عليهم اللواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري ليخبره أنه تم تحديد إقامته في هذا المكان . تحيا مصر وعاش جيشها العظيم .
أشترك بقناة ange