اوليفر يكتب :
تساءل الناس عنك يا عريس النفس. لماذا أحببت السوسنة.تعاملت معها بهذا العشق فى سفر النشيد.جعلتها نرجس شارون.عند ذاك الساحل خطبتها.لم يكن خاتمك كبقية العرسان.كان معقودا من قلبك.فلما لم يكن لها ما تقدمه جعلتها هى بذاتها خاتماً لك.حتى صاروا يتسائلون عن عروسك.لماذا كشفت أسرارها؟ هل حقاَ كشفت أسرارها.كيف وصفت دقائقها بأوصاف لا هى للعشاق و لا هى للمشتاق ؟لماذا بدا هذا السفر جرئ فى أوصافه.
-العروس تبقى إمرأة .تأخذ أوصاف المرأة.النفس الانسانية مؤنثة.الكنيسة مؤنثة.لذلك يراها العريس المسيح انها عذراءه خطيبته.إنه آدم الجديد و هى حواءه الجديدة.كانت حواء الأولى مع آدم الأول عريانان و هما لا يخجلان قبل السقوط .كان آدم مكشوفاً لحواء و حواء كذلك لآدم.هذه العلاقة السامية التي خسرناها بالخطية يعيد تصويرها الرب فى سفر النشيد و لكي نستوعب الأوصاف يلزمنا شيئاً بسيطاً لنعرفه.أن العريس يصف الإنسان الجديد فى عروسه .هذا الذى تحدث عنه الروح فى رسائل البولس.الإنسان الجديد بأوصاف قديمة.وصفها سليمان و نعيشها نحن.مشكلة من لا يريد أن يفهم السفر حسب فكر روح الله أنه يفكر فى الأوصاف بالإنسان العتيق.فتخرج المعاني مشوهة و الفكر منحرف.الإنسان الجديد متاح للجميع رجلاً كان أو إمرأة.هو إنسان السماء حيث ينتفى الجنس و النوع و اللون.
-الإنسان الجديد نأخذه في المعمودية.إنسان المسيح.إنسان الملكوت.الذى وصفه يوحنا الحبيب أنه إنسان لا يخطئ و الشرير لا يمسه.لا يمس أوصافه و لا مصيره.بهذا الإنسان يصبح السفر مشروحاً مثمراً للقلوب مبهجاً للحب الإلهي.
- القبلات لفم الإنسان الجديد هى الإنجيل.أنفاس الله التى تتردد فى صدر الكنيسة و صدر كل من يؤمن بالمسيح.لذلك فرحت العروس (النفس البشرية) لأنه يقبلها .و لذلك أحبته العذراى(الكنيسة) لأنه يقبلها.
- أخذت العروس تشبيهاً بفرس في مركبات فرعون.الإنسان الجديد يفرح بالجهاد لأجل ملك الملوك.كما كان يتباهى الفرسان بأنه ينتسبون لفرعون.العروس فى الجهاد صارت رجلاً.فرساً يجر المركبة.نفساً تجذب الآخرين للحبيب.
-و لكي لا يظن أحد أن الإنسان الجديد فرس لحرب جسدية وصف عروسه أن عيناها حمامتان.كلها سلام من سلامه.
-تبشر العروس الكنيسة أن سريرها أخضر.ستنام فى مراعى خضر مع الراعى الصالح.أخذها من البرية و الآن هى فى أرض خصبة.أخذها من المواضع المقفرة و أسكنها أرض تأتي بثمار حتى الكمال.لذلك سريرها أخضر فترتاح مع المسيح ليلاً و نهاراً.لقد جربت الجوع و جاء أوان الشبع بالمسيح.ليس السرير أخضر للنوم بل للحياة,
-الإنسان الجديد محاط بالمسيح.شماله تحت رأسه و يمينه تعانقه.حضن المسيح يحتويه.يطيب قلبه.ينقل له حبه.الإنسان الجديد لا يرتاح و لا ينام إلا فى المسيح يسوع.ليس كالإنسان الجسدى الذى يعوقه العناق عن النوم.
- حين تجد النفس بلا عريسها تعرف أن إنسانها العتيق يتكلم.فى الليل الحالك لا تعد تر العريس.على فراشها نامت و ليس كما إعتادت أن تنام فى حضنه.فخرجت.ضاع فردوسها الأول و خرجت منه.بدأت رحلة البحث عن المخلص.لا أحد يعرف.حتي الحرس الطائف ( الكتبة و الفريسيين) لم يعرفوه.فلما تجاوزت رياءهم وجدته.أدخلته بيت أمها.أى صار فى الجسد من أجلها.صار أهلها و شبيهاً بإنسانيتها.أخذته من حجرة من حبلت بها.أخذته من العذراء القديسة مريم أم الكنيسة.و سرعان ما نام هو.نام ثلاثة أيام و هى تنبه الجميع ألا يوقظه أو ينبهه أحد.دعوه يخلصنى.يموت عني فأنا أموت بدونه.الإنسان الجديد يفرح بخلاص المسيح .صار إنسان المسيح يقسم بالظباء بأيائل الحقل بكل ذبائح العهد القديم ألا يعطل أحد ذبيح العرس. موت المسيح (نوم الحبيب) لأنه الملاذ للحياة الأبدية.
- ثم تصف العروس عريسها ملكاً.حوله الجبابرة ( الملائكة و الطغمات) لقد قام و صعد و الإنسان الجديد قادر بالنعمة على رؤية هذا كله فيصف مجد المسيح على عرشه.ليس تخت سليمان إلا رمز لعرش الله.
- ثم يبدأ تأسيس الكنيسة.لأن الرب أكمل الفداء فيصير الوصف جماعي.بدءا من إصحاح 4.يرى النفس كنيسة و يرى الكنيسة جسداً واحداً كنفس واحدة.فيختلط الوصف بين هذا و ذاك.الكنيسة قطيع ماعز فوق جبل جلعاد.ألم يقل المسيح أننا القطيع الصغير.لأن هذا الجبل كان ضيقاً على القطعان الكبيرة,لكنه كاف لقطيع يجعل كل واحدة فى القطيع تحت بصره لا تغيب عنه.قطيع خارج من الغسل.مولود فى المعمودية.الشفتان تحملان جواهر و أقداس.الفم حلو بلسان المسيح و هى أم ولود خصبة.كنيسة يتضاعف ثمرها بتوائم روحية.عنق الكنيسة هو منارتها تدعو الكل للعريس و تنبه الكل من أعداء العريس فتكون منارة و حصن معاً.كأن عليها أسلحة تترصد أعداءها.لأن لديها أتراس الجبابرة أى إيمان القديسين.
- الإنسان الجديد له كل أعضاء الإنسان.لكنه لا يفسد كالعتيق له ثديان.كالعناقيد.لأن المسيح الكرمة فى الإنسان الجديد و العناقيد ثمار روحه القدوس.الكنيسة بالثديين تغذى كأم كل حديثى الإيمان.ترضعهم لبنا لا طعاماً.ثديان ناعمتان كخشفتي ظبية.لكي لا تؤلم الرضعان في الروحيات.تغذيهم بحساسية الغزلان.بإنتباه الظباء.هى ليست كنيسة ثقيلة الحركة و النمو بل رشيقة كالظباء.سريعة الإنتقال من مكان لآخر لأجل نشر بشارة الملكوت.فليس للظباء مساكن دائمة.
- رجلي الإنسان الجديد كالأرجل التي ألبسها الأب نعلين بعدما حمم الإبن الضال.إنها كنيسة تسير في الأرض لكنها منفصلة عن الأرض بالنعلين. فخذا الإنسان الجديد مثلما صنع الرب لإرميا.جعله عمود حديد عمود نحاس.الفخذين للكنيسة هى صلابة الإيمان و توهج المحبة كالنار.فإن رأيت أن النفس لها فخذان كهذين فإطمئن على أبديتها.كنيسة سرتها مستديرة .علامة الحبل و الولادة.كنيسة تخرج كل يوم جدداً و عتقاء.ليس هذا وصف حسى لإمرأة مطلقاً.
-كانت المرأة منبوذة فى المجتمع اليهودي فقدمها الروح القدس عروساً و أعاد تشكيل و تهيئة صفاتها لتكون ملكوتية فيرد للمرأة قيمتها المهدرة من المجتمع و أيضاً يقدم لنا مثالاً عن أوصاف النفس البشرية المؤهلة للعرس الأبدى.
-يمكن الإسترسال لوصف السفر كله بهذا المفتاح(الإنسان الجديد) لكنكم أقدر منى فى إستكمال الوصف .الآن نعلم لماذا إستخدم الروح وصفاً مؤنثاً لعروس النشيد .لأنها ببساطة عروس و هو وحده العريس الكامل الأوصاف