ماجد سوس يكتب:
في زيارتي الأخيرة لمصر أبهرني كم المشاريع الضخم الذي يقام في هذا البلد العظيم في وقت قياسي يمضي أسرع من الزمن وبنوعية أداء وكفاءة منقطعة النظير وكأن الفراعنة بُعثوا من جديد، عشرات المدن الجديدة أبرزهم العاصمة الإدارية ومدينة العالمين تضاهي أفخر بلدان العالم، متوقع لها أن تنافس دبي وقطر بل وبلا مبالغة قد تمتد لمنافسة بلدان أوربية وأمريكية ، مناطق سكنية شاملة للفقراء ولأصحاب الدخول البسيطة مناطق سكنية فاخرة وكأنك تعيش في ضواحي كاليفورنيا، شبكة طرق ومحاور متطورة، أنفاق في أعتى الجبال وفي عمق المياه بتصميمات رائعة، ناطحات سحاب عملاقة تُشيد في وقت قصير يبنى معها أكبر ناطحة سحاب في إفريقيا.
الأمر المبهر هو إعادة بناء قرى مصر وتجديدها في عمل تاريخي لم يشهده العالم منذ بناء أوروبا الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية . مصانع جديدة في كل مكان ، على سبيل المثال لا الحصر، تصنيع سيارات بالغاز، تصنيع مدرعات، تصنيع أجزاء كانت مصر دائما تستوردها كإطارات سيارات، رديراتيرات، جكمانات ، مواد البناء بكافة أنواعها ، صناعات إلكترونية ومنسوجات وغيرها، قائمة كبيرة تحتاج لصفحات وصفحات حتى أن معدل الإستيراد إنخفض وزادت معدلات التصدير، معجزات تتم على أرض الكنانة لم تحدث، بلا مبالغة، منذ فجر التاريخ وستسجل للرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته في أنصع صفحات التاريخ.
مع كل هذا العمل المضنى تجد نفسك أمام مشكلة عويصة جدا وهي مشكلة المرور والمشاة وعدم الانضباط الموجود في الشارع المصري وفي رأيي الشخصي مشكلة المرور هي أحد المسببات الرئيسية لكثير من الأمراض العصبية والتوتر الموجود بين الناس والإجهاد الجسماني والعصبي وفي الحقيقة هي مسألة أمن قومي تتطلب منا التكاتف لحلها جذريا وأتمنى من فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومعالي السيد وزير الداخلية مع معالي السيد وزير التعليم أن يعطوني قدرا بسيطا من الوقت لطرح حلولا قد تؤتي ثمارها يوماً بإذن الله.
أولها، أن يتم فوراً تدريس مادة المرور في كل سنوات الدراسة من الصف الأول الإبتدائي حتى الثانوية العامة وتبدأ من سلوك المواطن والسيارات ومخاطر المخالفة والعقوبات .
ثانياً، ومثل دول العالم يتم إعطاء ضباط المرور صفة الضبطية القضائية بمعنى كشف الجرائم وتحرير المحاضر الجنائية وأقترح أن يتم ضم شرطة النجدة مع المرور ويكون لضابط النجدة أن يحرر محضر لكل من يخالف قوانين المرور أيضاً ولنرسل خبراء لولاية مثل كاليفورنيا لدراسة هذا الأمر بالتفصيل.
ثالثاً: يتم تطبيق نظام المرور الجديد الصارم في المدن الجديدة أولا فيكون على الشخص الذاهب للعاصمة الإدارية الجديدة والعالمين وغيرهما أن يعي أنه لن يستعمل آلة التنبيه وسيسير في داخل الحارة طول الطريق ولا يجوز له تغيير الحارة إلى أخرى دون إعطاء إشارة ضوئية والنظر جيدا في المرآة وعلى جميع الركاب ربط الأحزمة والوقوف يكون قبل الخط الخاص بالمشاة وهنا يجب أن يطبع كتيب مجاناً يوزع لكل قائد سيارة داخل للمدينة لمعرفة كل شيء بالصور عن المرور ويحق لرجل المرور – النجدة – أن يقف أي شخص من المشاة يخالف قواعد المرور وإعطاءه مخالفة فورية .
رابعاً: على رئيس مجلس الوزراء التنبيه على الوزراء وذويهم على الالتزام أيضاً بقواعد المرور وعلى سيادة النائب العام ورئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة ورئيس مكتب التفتيش القضائي إصدار قرارات ملزمة للسادة أعضاء النيابة والسادة القضاة على ضرورة التزامهم التام بقواعد المرور حتى يكونوا قدوة للمواطنين من جهة وحتى لا يتسبب تكرار هذا في حرمان العضو أو تأخيره في الترقيات فكلما كانت العقوبة شديدة كلما التزم الجميع ويجب أن يوضع هذا في قانون الهيئات القضائية حتى يكون ملزما وليس جوازياً .
خامساً: بعد تطبيق نظام المرور الصارم في المدن الجديدة يبدأ تطبيقه في بعض شوارع ومناطق عواصم المدن القديمة ولنبدأ مثلا بالطرق الدائرية والمحاور و الشوارع المطلة على النيل و البحار لتكون مظهر مشرف للزائرين.
سادساً : دور الإعلام العظيم في نشر فيديوهات وإعلانات وتحذيرات وشرح عمليا دروس تعليمية لقيادة السيارة وسلوكيات السائق حتى يتعلم المواطن حين يكون مثلا هناك طابوران للسيارات يريدان الدخول لمكان ما هنا تبدأ السيارات بالتبادل فتدخل سيارة من هذا الطابور ثم تليها سيارة أخرى من الطابور الثاني وهكذا.
سابعا: إعطاء تدريبات لرجال الشرطة لكيفية التعامل مع الناس وخاصة انه في الدول المتقدمة يعرف رجل الشرطة جيداً أهمية الدور الإقتصادي لعربات النقل ونصف النقل والشاحنات وغيرهم من السيارات التجارية في إنماء التجارة لذا تجدهم يعاملون هذه السيارات بإحترام بل قد يسمح لهم بالوقوف عدة دقائق لتنزيل بضائعهم ولا يسمح بهذا لسيارات ركاب لإنزال ركابها، كما أنه يجب أيضا معاملة سائقي التاكسي والميكروباس معاملة حسنة لدورهم في السياحة وفي رفع المعاناة عن المواطنين وهذه الثقافة المرورية لا تجدها أحيانا في مصر فضابط المرور غالبا ما يفعل العكس فهو يهتم بالسيارات الملاكي ويعاملها معاملة أفضل من غيرها
أخيراً هذه ورقة عمل صغيرة ومختصرة أود لو تنفذ من أجل أن نرى مصر كما حلم رئيسنا وحلمنا معه أن تكون أم الدنيا أد الدنيا. تحيا مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق