Oliver |
لماذا كان لابد أن يجتاز المسيح السامرة؟ النبوات تتحقق و في شخص الرب يسوع تكتمل. بعضها تبدو واضحة كالتي عنالتجسد و الفداء و بعضها تحتاج
إبحاراً أعمق في الأحداث القديمة. المسيح جاء يتمم معني الأحداث كما يحقق الرموز
في الشخصيات التي إليه أشارت و له إنتظرت وعلمت قبلنا أنه لابد أن يجتاز السامرة؟
- في الطريق إلي السامرة
أعمدة عتيقة. أسماءها تختلف بدءاً بيعقوب أب الآباء و يوسف إبنه. عمري ملك إسرائيل
و إيليا العظيم. في الأنبياء البعل له مذبح فيها و إليشع قام بعمل المسيح هناك.
تأتي إمرأة سامرية من خلف التاريخ فتجد المسيح معلم البشرية يسبقها عند البئر في
السامرة ليكتب فيها أعظم ما في التاريخ.
- بوزنتين من الفضة إشتري
عمري ملك إسرائيل جبلاً و بني على الجبل مدينة بإسم إبنه شامر و علي إسمه سميت
السامرة بمقابل زهيد1مل1: 16. لكن بكلمتين من الذهب نطقهما رب المجد يسوع (إعطني
لأشرب) إشتري الرب السامرية و السامريين بدم ثمين. أعد لنا مدينة النور وجعلنا
جبالاً مقدسة بإسمه.
- عند تلك الضيعة التي
وهبها يعقوب ليوسف إبنه جاء المخلص. من أجل إثم يعقوب سار إلي هناك لأن ذنب يعقوب
السامرة. ففيها تجسمت الشرور بأنواعها و تنصب البعل لأول مرة. ميخا 1:5.1مل16:32
لهذا كان لابد أن المسيح يجتاز السامرة و يقتنص النفوس من يد البعل و آلهة
العقرونين 2مل1 و يفدي الجميع. جلس علي حجر البئر منهكاً كما كان علي الصليب. عند
سوخار يعد منبوذاً كل يهودي يحادث سامرياً كأنه علي الصليب يضحي بجلاله لأجل
الكارهين له. صار دمه مستباحاً بالحديث مع السامرية كما علي الصليب بالحديث مع
اللصين. يعقوب وهب ليوسف موضعاً يجتاز فيه المسيح لكي كما جلس الإبن علي عرش مصر
يجلس كل إبن علي عرش المسيح أيضاً بالقيامة.
- حين كان جوع شديد في
السامرة تراءي إيليا النبي هناك لآخاب الملك 1مل 18: 2. حين صار الجوع و العطش
مميتاً للسامريين تراءي الرب يسوع بنفسه. وهبهم ماء الحياة و خبز جسده. سألته
السامرية كيف يجلب الماء بلا دلو و لا حبل و البئر عميقة. كان السؤال صليباً و
الإجابة خلاصاً. لم يحتاج إلي حبل لأن يديه ستسمر بمسامير و لن تقيد بحبل لم يحتاج
إلي دلو لكي يستجلب للسامرية البسيطة ماءاً بل و هو عطشان علي الصليب من جنبه
المفتوح يسكب ماءه في القلوب التي تطلب الحياة. مسيح السامرية يوسف الحقيقي الفادي
المصلوب إبن يعقوب إسرائيل و عند سوخار بئر النبوات تتحقق الرموز.
- كان إليشع في السامرة سر
خلاصها و مصدر فزع لأعداءها. فعلم ملك آرام عنه فأرسل يحاصرها ليختطف إليشع حتي
يقتحم السامرة. خاف خادم إليشع من خيل و مركبات العدو فصلي إليشع كي يبصر الغلام
فإنفتحت عيناه علي خيل و مركبات أخري سمائية. ضرب الرب الذين يحاصرون السامرة
بالعمي. تشجع ملك إسرائيل بعدما رآهم عميان و إنتفض ليقتلهم لكن ما أعجب ما حصل.
إنتهره إليشع و شفاهم فأبصروا و أمر بأن يوضع لهم خبزاً و ماءاً 2مل6.
هذه قصة الصليب أيضاً.
المسيح في الوسط و هو الرأس التي طلبها إبليس ليضربها. هيج الناس علي مخلصهم و
أعمي عيونهم. حاصروا المسيح بحكم الموت. في القصر حُكم و في الهيكل حُكم و عند
الجلجثة هتف العميان بالحُكم. حاصروه بالموت فحاصرهم بالحب. المسيح محاصر من
العميان في كل موضع و زمن. هكذا جاء المسيح ضارباً فشافياً فمخلصاً. مكملاً
المعاني كما حدث في حصار السامرة.
- حين رأي بطرس العميان قال
للسيد هوذا سيفان هل نضرب؟ فأجاب بوداعة علي الصليب أغفر لهم يا أبتاه لأنهم عميان
فغفر أبوه الصالح خطايانا و أنار عيون قلوبنا. صار الذين يطلبون ناراً تنزل من
السماء و تحرق السامرة هم الذين يقدمون خبز الحياة و ماء الحميم الجديد لكل سامري
لو9: 54 . بقي المسيح إليشع الحقيقي حياً رغم الحصار و الصلب و القبر. النصرة بالحب
لا بالإنتقام و التاريخ يكتب في السامرة من جديد بدمٍ و ماء. لهذا كان لابد أن
يجتاز السامرة.
- أما السامرية فكانت تعلم
قليلاً من تاريخ البشر مع الله و كثيراً من أسئلة البشر عن الله و هذا حال من يقرأ
و لا يفهم و يعرف و لا يحيا. طوباكي أيتها الحكيمة لأنك تحولت عن الجدل و آمنت
بالمسيح شبع القلوب فكل من يسمع للرب يحيا مهما كانت البداية.
- المسيح قائد روحي جرئ كل
الجرأة. لهذا كان لابد أن يجتاز السامرة. صرف تلاميذه كي لا يتعبوا من مواجهة موقف
العناد السامري. أرسلهم جميعاً ليبتعدوا و يبتاعوا خبزاً حتي إذا عادوا كان عناد
السامرية قد زال و تبدل الرفض إلي خضوع لكي يتهيأ القديسون للمهمة الحقيقية
للكارزين. أن يذهبوا إلي أورشليم القريبة و السامرة البعيدة. إلي أورشليم السهلة و
السامرة الصعبة. أورشليم المحبوبة و السامرة المنبوذة أورشليم ذات الصيت الحسن و
السامرة ذات الصيت الردئ ليكونوا علي مثال الآب محب العالم و الإبن مخلص العالم و
الروح القدس حياة العالم.
ذهبوا لمن يرحب و من يرفض.
من يجادل و من يقبل. لا يتردد أن يسمي نفسه السامري الصالح لكي يعرف الجميع أن
السامرة تصالحت بالصليب كغيرها من الشعوب. المسيح يبدأ المهام الصعبة و يتقدم
بجرأة إلي قلاع المعاندين والمرأة السامرية أدركت ذلك فسبقت التلاميذ و كرزت وسط
أتون السامرة.
لم تطلب ناراً بل أخذت
الروح الناري و بشرت. الرب إستخدم هذه الآنية الضعيفة و جعلها للكرامة بعد زمان
الهوان. نثق أن لنا إلهاً يشدد الضعفاء و يمنحهم أن يغلبوا الأقوياء معه بنفس
وداعته و صبره و محبته لكي يجعلنا سطراً كاملاً في سفر الحياة
لماذا كان لابد أن يجتاز المسيح السامرة؟ النبوات تتحقق و في شخص الرب يسوع تكتمل. بعضها تبدو واضحة كالتي عنالتجسد و الفداء و بعضها تحتاج إبحاراً أعمق في الأحداث القديمة. المسيح جاء يتمم معني الأحداث كما يحقق الرموز في الشخصيات التي إليه أشارت و له إنتظرت وعلمت قبلنا أنه لابد أن يجتاز السامرة؟