جيهان ثابت تكتب:
سوريا مرت بتحولات ضخمة على مدار السنوات الأخيرة، بداية من 2011 مع اندلاع الاحتجاجات، وصولاً إلى الأحداث الحالية. إليك نظرة سريعة على ما حدث:
بداية الاحتجاجات2011
• انطلقت الاحتجاجات الشعبية في مارس 2011 كجزء من موجة الربيع العربي، مطالبةً بإصلاحات سياسية وتحسين المعيشة.
• قوبلت هذه الاحتجاجات بالقمع العنيف، مما أدى إلى تصاعد التوتر وتحولها لاحقًا إلى صراع مسلح.
الحرب تتصاعد2012-2014:
• تفاقم الوضع وتحولت سوريا إلى ساحة قتال بين النظام السوري والجماعات المسلحة المعارضة.
• تنظيم داعش ظهر بقوة خلال هذه الفترة، واستولى على مساحات كبيرة من الأراضي السورية.
• الملايين من السوريين نزحوا داخل البلاد أو لجأوا إلى الخارج.
التدخل الروسي 2015:
• روسيا تدخلت عسكريًا لدعم نظام بشار الأسد، مما غيّر ميزان القوى على الأرض لصالح النظام.
• تكثفت الغارات الجوية على مواقع المعارضة والجماعات المسلحة.
معركة المدن الكبرى 2016-2018:
• سيطر النظام السوري بدعم من روسيا وإيران على مدن رئيسية مثل حلب والغوطة الشرقية.
• المعارضة المسلحة فقدت معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها.
شمال سوريا والصراع الإقليمي2019-2020:
• تركيا تدخلت عسكريًا في شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية (المدعومة من الولايات المتحدة) بحجة تهديد أمنها القومي.
• تصاعد الصراع في إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة، مما تسبب في نزوح مئات الآلاف.
الوضع الراهن (2023-2024): حالة من الجمود والاضطراب
1. سيطرة النظام:
النظام السوري استعاد معظم الأراضي، لكنه يعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي والإيراني.
2. الأزمة الإنسانية:
• حوالي 90% من السكان تحت خط الفقر.
• أزمة نقص الغذاء، والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.
3. التوترات الإقليمية:
سوريا أصبحت مركزًا لصراعات النفوذ بين دول مثل تركيا، روسيا، وإيران.
4. محاولات إعادة الإعمار:
جهود إعادة الإعمار لا تزال بطيئة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام.
أبرز التحديات التي تواجه سوريا الآن:
• إعادة اللاجئين: الملايين يعيشون في مخيمات خارج البلاد ويحتاجون إلى ضمانات أمنية للعودة.
• إعادة الإعمار: البلاد بحاجة إلى تمويل دولي لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
• المصالحة الوطنية: تحقيق السلام بين مختلف الأطراف يحتاج إلى جهود ضخمة.
سوريا مستقبلاً:
رؤية سوريا في المستقبل تعتمد على الإرادة السياسية، جهود إعادة الإعمار، ودعم المجتمع الدولي، إلى جانب المصالحة الوطنية بين كافة الأطياف. إليك كيف يمكننا أن نرى سوريا في المستقبل إذا سارت الأمور في الاتجاه الإيجابي:
.1دولة مستقرة وآمنة
• حكم ديمقراطي شفاف: تحول سياسي نحو نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويضمن العدالة للجميع.
• أمن شامل: عودة الأمن والاستقرار بعد إنهاء وجود المليشيات والجماعات المسلحة.
• إنهاء التدخلات الخارجية: سيادة وطنية تحميها حكومة تمثل الشعب السوري بالكامل.
.2اقتصاد متعافٍ ومزدهر
• إعادة الإعمار: استثمار دولي ومحلي في إعادة بناء المدن والبنية التحتية المدمرة.
• فرص عمل: تنشيط قطاعي الزراعة والصناعة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتقليل البطالة.
• سياحة مزدهرة: استغلال المواقع الأثرية الفريدة (مثل تدمر وقلعة حلب) لإعادة سوريا إلى خارطة السياحة العالمية.
3.مجتمع موحد ومنفتح
• المصالحة الوطنية: إعادة اللحمة بين السوريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، ونبذ أي أشكال للتفرقة.
• الشباب والنساء: تمكين الشباب والمرأة ليكونوا جزءًا أساسيًا من إعادة بناء البلاد.
• التعليم والثقافة: إصلاح شامل للنظام التعليمي لتعويض آثار الحرب، وتشجيع الإبداع والفنون لتعزيز الهوية الوطنية.
.4 قوة إقليمية إيجابية
• علاقات دبلوماسية متوازنة: إقامة علاقات دولية قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة.
• دور إقليمي مؤثر: أن تكون سوريا جسرًا للحوار والتعاون في المنطقة بدلًا من ساحة للصراعات.
• انفتاح اقتصادي: انضمام سوريا إلى مشاريع تنموية إقليمية مثل خطوط التجارة والطاقة.
.5بيئة مستدامة وجاذبة للحياة
• إعادة التشجير والزراعة: تحسين الوضع البيئي من خلال مشاريع زراعية ضخمة وإعادة تأهيل الأراضي.
• مدن ذكية: بناء مدن حديثة تواكب التكنولوجيا، مع توفير طاقة نظيفة ومستدامة.
• خدمات متطورة: مياه شرب نظيفة، كهرباء مستمرة، ونظام صحي حديث يلبي احتياجات المواطنين.
كيف يمكن تحقيق هذه الرؤية؟
1. الاستثمار في الإنسان: إعطاء الأولوية للتعليم والصحة.
2. إشراك جميع السوريين: ضمان مشاركة جميع الفئات في صياغة المستقبل.
3. تعزيز الثقة: من خلال خطوات ملموسة للعدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
4. التعاون الدولي: الاستفادة من دعم الدول الصديقة والمؤسسات الدولية لإعادة الإعمار.
رؤية متفائلة: سوريا تزدهر مجددًا
إذا تمكن السوريون من توحيد جهودهم والعمل بإرادة مشتركة، يمكن أن تتحول سوريا من ساحة صراع إلى نموذج للسلام والتقدم في المنطقة. المستقبل يحمل الأمل، وبإمكان سوريا أن تنهض من جديد كما فعلت في مراحل سابقة من تاريخها العريق