(( الجمال )) الجزء الثالث


نادى حنا يكتب:

الدكتورة / سمر هى مدرسة بقسم الرمد بجامعة الإسكندرية . متروجة من الدكتور / على ، الجراح المشهور . منذ عشرة سنوات ، ولم تنجب . لم يتركوا باباً لم يطرقوه ، من أجل الإنجاب . داخل مصر أو خارجها ، بلا جدوى . فكروا بطفل الأنابيب . واتخذا القرار . تقدمت الدكتورة سمر بإجازة من الجامعة ، وسافرت مع زوجها إلى فرنسا ، لعمل التلقيح الصناعى . وتم إجراء العملية بالفعل . تأكدت من نجاح العملية . رجعت الدكتورة سمر إلى مصر، لتجد أن الخادمة قد استولت على أشياء كثيرة وغالية ، منها أشياء حصلت عليها فى مناسبات هامة ، مثل أعياد زواجها ، وهدية حصولها على الدكتوراة . قامت بإهانة الخادمة ، واكتفت بإرجاع الأشياء التى سرقتها ، أو ما تبقى منها . لم تبلغ الشرطة ، حتى لا يكون تدخل من أحد فى برنامجها اليومى ، خاصة وأنها فى أيامها الأولى للحمل ، وتريد أن تستريح . قامت بطرد الخادمة بطريقة مهينة جداً ، تتناسب مع الجريمة التى ارتكبتها . غادرت الخادمة ، وقد إتخذت قرارها بمعاقبة الدكتورة سمر . أتمت الأم مدة الحمل . وصلت إلى يوم الولادة . ذهبت إلى المستشفى بصحبة زوجها ، عانت كثيراً جداً من آلام المخاض . استمر الألم المبرح ، من الساعة الثامنة مساءاً وحتى الثالثة والنصف صباحاً . أحست بتعب شديد ، من آلام الولادة . أخيراً أصبح الحلم حقيقة . أصبح لديها ما تمنته طوال السنوات السابقة ، إنه طفل جميل . أخيراً سوف تسمع كلمة ( ماما ) من فم صغيرها . عاقته بعينيها وقلبها وروحها ، بعد أن كانت تعانقه بأحشائها تسعة أشهر . تفحصت جسد طفلها الصغير جيداً . سجلت كل تفاصيل جسده بعقلها وعينيها ، بعض العلامات المميزة بجسم الطفل . علامة ظاهرة بظهره ، وأخرى غير واضحة بشكل كبير فى عينه اليسرى . التقط زوجها الكثير من الصور للطفل ، وهو بأيدى والدته . كما أحضر مصور محترف لتصوير بعض الصور المتحركة ( فيلم ) ، ليحتفظ به بمكتبة المنزل . غادر الزوج لبعض الوقت كما أن الأم غلب عليها النوم ، والتعب. فقد تجاوزت الساعة الرابعة صباحاً . هناك من يتتبع خطواتهما ، لحظة بلحظة دون أن يعلموا . إنها الخادمة المجرمة . تسللت فى زى ممرضة ، ولم يشك بها أحد . حملت الطفل ، وخرجت لتستقل سيارة أجرة إلى موقف الباصات ، المتجهة للقاهرة . السيدة / رحمه ،، أيضاً لم تنجب . وزوجها يعمل باحدى دول الخليج . استقلت الخادمة الباص ، بصحبة الطفل ، وصلت القاهرة ، وتوجهت مباشرة إلى السيدة رحمه . لم تجدها ، فقد سافرت ، لتكون مع زوجها . الخادمة لم تكن تعرف أحد بالقاهرة ، لذلك قررت العودة قبل أن يفتضح أمرها .. خاصة وأنها ، اول من يشك فيه الأمن . ذهبت إلى محطة القطار . ماذا ستفعل بالطفل ؟؟؟؟ أصبح الآن عبئ عليها . كيف تعود بيتها وبصحبتها طفل رضيع ؟؟؟ وفيما هى تفكر . رأت صناديق القمامة الموضوعة بعيداً ، ولم تكن فى المواجهة مع الموجودين على الرصيف . فانطلقت ووضعت الطفل بأحد تلك الصناديق ، وعادت إلى الرصيف ، دون أن يلحظ أحد ذلك . ثم وجدته سعديه الشوافة بعد ذلك وتبدأ معاناة الطفل المسكين .... صدر قرار من وزارة التعليم العالى ، بأن تقوم الدكتورة سمر بالتدريس بجامعة القاهرة . استأجرت سكناً مناسباً ، بحى راقى من أحياء القاهرة .. أرسلت الحقائب الكبرى بالقطار . حملت هى خقيبتين صغيرتين وهبطت بهما من القطار ، الذى استقلته من الاسكندريه إلى القاهرة . جرى إليها سعيد ، طلب أن يحمل معها حقيبة ، شكرته ورفضت بشكل مهذب جداً . ولكن الطفل كرر الطلب ، بطريقة تثير الشفقة . نظر إليها بعينيه ، إنتبهت إليه ، أعجبت بأدب الطفل وذكاؤه ، لاحظت عليه ، شيئاً لم تراه بأى طفل غيره . أعطته الحقيبة الأصغر . أمسكت بيده ، إلى خارج المحطة . كلما خطت بضع خطوات ، توقفت لتنظر إليه ، مع توجيه بعض الأسئلة . ما أسمك ؟؟؟؟ اسمى سعيد . ما عمرك ؟؟؟؟ يقولون لى إن والدتى وجدتنى منذ خمس سنوات . ما إسم والدك ؟؟؟؟ لا أعلم !!!!!! أشارت الدكتورة سمر لسيارة أجرة انقلها إلى سكنها . طلبت من سعيد أن يركب بجوارها ... سعيد يريد الحصول على بعض النقود ، لم يتناول اى طعام منذ الصباح . طلب سعيد منها بعض النقود ، ليذهب الى المطعم لشراء شيئ ما ليأكله . طمأنته ، وطلبت من السائق ، التوقف بجوار مطعم أو فرن مخبوزات . بالفعل توقف السائق ونزلت هى وأحضرت أطعمة متنوعة الأصناف وطلبت من سعيد ان يأكل مايريد . ماذا تريد الدكتورة سمر من سعيد ؟؟؟؟؟؟؟؟ إلى أين ستأخذ سعيد ؟؟؟؟؟؟؟ ماذا يخبئ القدر ؟؟؟؟؟؟؟ فى الجزء القادم سنعرف إلى أين تقوده الأقدار انتظروا الجزء الرابع من سباعية ( الحمال )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق